لفت وزير الثّقافة في حكومة تصريف الأعمال ​محمد وسام المرتضى​، إلى أنّ "كلّنا، وبخاصّة نحن أهل الجنوب، ننتمي إلى الإمام المغيّب ​موسى الصدر​، ننتمي إلى تلك القامة الّتي أنارت دروبنا وهدتنا إلى الصّراط المستقيم، فكانت المنارة في الظّلمة والبوصلة في أوقات الضّياع، ننتمي إلى سواد عِمّته والى نصاعة ضميره".

وركّز، خلال رعايته الاحتفال السّنوي الّذي نظّمه معهد "النور" الجامعي في النبطية، لتخريج طلّابه وافتتاح المبنى الجديد للمعهد، على "أنّنا ننتمي إليه متمسّكين بالعيش الواحد، كيف لا وإمامنا كان إمام الكنائسِ وأُسقف المساجد، وقد جسَّد في عيشه وخطابه منظومة القيم الإيمانيّة والوطنيّة والإنسانيّة".

وأشار المرتضى إلى "أنّنا ننتمي إليه وهو سيّد الحقيقة وعنوان الدّعوة إلى الوحدة، والمفتاح الذّهبي لبوّابة الانتصار... فنسير على هديه ثنائيًّا وطنيًّا بهيًّا، قويًّا بوحدةٍ كالبنيان المرصوص، ولن يبدّل تبديلًا"، مؤكّدًا "أنّنا جميعًا نتاج الصّدر، ولأنّنا كذلك علينا جميعًا أن نقول ما قاله ونؤمن بما آمن به ونصنع مثلما صنع".

وأوضح أنّ "علينا أن نؤمن مثله بأنّ "​لبنان​ بلدُنا، رصيدُهُ الأوّلُ هو الإنسان"، وعلينا أن ننمّي ما زرعه في نفوسنا من حقيقة راسخة لا تحتمل جدلًا، مفادها أنّ لبنان هو رسالة إنسانيّة حضاريّة راقية مناقضة للكيان الإسرائيلي المغتصب العنصري الحاقد الإلغائي المجرم المحرّف للتّاريخ، السّالب للحقوق المنتهك للمقدّسات، والشّرّ المطلق بكلّ ما لهذا التّعبير من أبعاد ومدلولات".

وشدّد على أنّ "علينا في كلّ مرةّ تعتمل في نفوسنا مشاعر الغيظ والعصبيّة، أن نستحضر كيف كانت مواقف الإمام في مواجهة التّحدّيات داخليّة وخارجيّة: الحرب الأهلية مثلًا، فكان الاعتصام في مسجد الصفا، والذّود عن أهالي شليفا والقاع ودير الأحمر وموقفه من اعتداءات العدو الإسرائيلي، وحضّه اللّبنانيّين على الالتفات إليه كعدو واحد لا عدو لهم سواه".

كما ذكر المرتضى أنّه "لأنّ مدرسة الإمام الصدر هي مدرسة الوضوح في المواقف والرّؤى، والحرص على لبنان واللّبنانيّين، أعلن رئيس مجلس النّواب ​نبيه بري​ أنّ قيامة لبنان من أزماته السّياسيّة واﻻقتصاديّة والماليّة، واستعادة الثّقة به وبمؤسّساته على المستوى الدّاخلي والخارجي، ﻻ يمكن أن تتحقّق إلّا من خلال الرّكون إلى ​الحوار​ والتّعاون".

وبيّن أنّ "هذه القناعة الرّاسخة لديه، دفعته إلى أن يدعو مرارًا وتكرارًا إلى التّلاقي والحوار، لكنّهم يمعنون في رفض هذه الدّعوة لأنّهم لا يتقنون إلّا لغة السّجال والمناكفات ورفع السّدود لمنع اللّبنانيّين من التّلاقي.... نعم إنّهم ومع الأسف لا يتقنون إلّا هذه اللّغة السّياسيّة الشّوهاء، الّتي تشرّع أبواب الوطن على مصراعَيه، لاستيلاد المزيد من الأزمات والتّدخّلات الّتي قد تقوّض الأسس وتهدم البنيان".

ودعاهم إلى أن "يُشفقوا على الوطن والمواطنين، وإلى أن يلبّوا دعوة برّي إلى الحوار، ويركنوا إلى لغة العقل وإلى تهذيب الخطاب السّياسي، واﻻرتقاء به إلى مستوى التّحدّيات والمخاطر الّتي تحدقُ بنا".