أكد رئيس الجامعة الاسلامية في لبنان البروفيسور حسن اللقيس، أن "ما نواجهه اليوم من حروب بأشكال مختلفة، اقتصادياً وسياسياً وأخلاقياً وقيمياً ودينياً، يحتاج منا التكاتف ما بين الأهل والطلاب والمؤسسات التربوية التي اتخذت على عاتقها خيار المواجهة حفاظاً على تعاليم الأديان السماوية المقدّسة، والقيم والأخلاق والأسرة والمجتمع، كي نحافظ على وطننا الذي ضحينا لأجله بغربة إمامنا وخيرة شبابنا".
واشار خلال حفل التخرّج السنوي لدفعة "رواد الأمل"، الى "إن لبنان اليوم - وفي ظل كل ما يواجهه من أزمات - يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى الوعي والتضحية والتنازل عن المصالح الخاصة، وإلى تغليب التلاقي على الإنفصال، والحوار على كل لغة أخرى، من أجل انتظام الحياة السياسية والدستورية عبر انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة قادرة على مواجهة التحديات. فالوطن يحتاج كما قال رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى صحوة الضمير الوطني والتجاوب مع المبادرة الحوارية التي أطلقها في الذكرى الخامسة والأربعين لتغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه، ورغم كل المكابرة، إلا أن الإيجابية ما زالت تطغى في التجاوب لدعوة الحوار والتوافق كي لا يطول أمد الفراغ أكثر، خاصة في ظل المساعي الدبلوماسية المكثفة في الاَونة الأخيرة".
ولفت الى أن "وطننا القائم منذ الأزل على التلاقي، لا يمكن أن يحكم بالتفرّد، فهو أصغر من أن يقسّم وأكبر من أن يبتلع كما قال الإمام الصدر، ويجب أن يبقى قوياً بوحدته في مواجهة العدو الاسرائيلي الطامع بأرضنا وجونا ومياهنا ونفطنا وحتى بإنساننا، ولا يمكن مواجهة هذا العدو إلا بالوحدة الوطنية وبانتظام المؤسسات الدستورية وعلى رأسها رئاسة الجمهورية".
بدوره، تطرق النائب أيوب حميّد الى الوضع الداخلي، قائلاً: "لا بد من بعض الخطوط العريضة، بدءًا من الاعتداء الاسرائيلي على الجيش اللبناني في مرجعيون، والذي يدل على الطبيعة العدوانية لهذا الكيان وسعيه الدؤوب للتوسع على مستوى المنطقة العربية بشكل عام بأسرها، وليس فقط على مستوى فلسطين، وهذا يحفزنا جميعا لنكون في موقع التوحد والمقاومة لنرد كيد العدو ونمنعه من التمادي أكثر، موجها التحية للجيش والمقاومة في كل المواقع".
وأشار الى أن "انقاذ الجيش اللبناني وقواته البحرية لمجموعة من النازحين السوريين، هذا الامر الذي يقوم به لبنان مجاناً، انما هو يشكل سداً أمام هذا المد البشري، والنزوج الكثيف الذي تعاني منه الشقيقة سوريا نتيجة الحصار والتآمر على وحدتها الداخلية وعودة الأمان والاستقرار الى ربوعها، في وقت يتلقى رئيس الوزراء اللبناني ثناءً من أعلى قمم الأمم المتحدة على دور لبنان في استضافة النازحين، ولكن كيف تصرف الاتحاد الأوروبي تجاه لبنان حول النزوح السوري ومنعه من ايقاف هذا النزف؟ في وقت نسمع رئيس فرنسا يرفض أن يستوعب عددا من المهاجرين الذين ناءت بهم ايطاليا، وكذلك ألمانيا التي لم يعد باستطاعتها استقبال المزيد من المهاجرين، هذا هو الواقع على مستوى الاتحاد الأوروبي، قائلاً: "لنرى هذا الكذب ممن يريدون للبنان أن يكون مستنقعاً وأن يضمحل تباعاً حتى لا يستطيع أن يستمر بشكل طبيعي ولا أن يخرج من أزماته، بل ان يكون في مرحلة ما بين الغفوة واليقظة".
وشدد على ان "الحوار هو السبيل الوحيد لاستنهاض الواقع المعاش على كل المستويات"، داعياً الجميع في ظل هذا الحصار الذي يدمينا جميعاً الى "اللقاء والتفاهم والحوار للتعافي من هذا الواقع المرير".