نظمت جامعة الحكمة احتفال تولّي البروفسور جورج نعمة منصبه الجديد رئيسًا للجامعة، والذي تخلله إعلان نعمة برنامجه للسنوات الست المقبلة وخطته لتطوير جامعة الحكمة، برعاية وحضور رئيس أساقفة بيروت للموارنة ووليّ جامعة الحكمة المطران بولس عبد الساتر.
وفنّد عبد الساتر دور جامعة الحكمة مؤكدًا أن "جامعة مار بولس-الحكمة، هي جامعة كاثوليكية لبنانيَّة، يأتي إليها أبناء وبنات شعبنا من كلِّ المناطق والأديان ليتثبتوا في القيم الروحية والإنسانيَّة، وليتعلَّموا فيها الوطنية والمواطنة واحترام الآخر في تميّزه والعيش معه بعيدًا عن أي تعصب أو تسلّط أو استقواء. فاسهر على نموهم الإنساني والاجتماعي والوطني أيضًا".
واشار الى ان "جامعة الحكمة هي صرح وطني تخرَّج منه العديد ممن كان لهم الدور الكبير في ازدهار لبنان على الصعيد الفكري والأدبي والعلمي والسياسي. عدد من طلابها استشهد خلال الحرب المشؤومة من أجل الحفاظ على وطنه وهويته المتميّزة. فاعمل على أن يبقى متخرجو الحكمة ومتخرجاتها فاعلين على الصعد التي ذكرت، في لبنان وفي المنطقة والعالم. إزرع فيهم عِشق الوطن وإرادةَ العمل من أجله". كما لفت الى ان "هذه الجامعة هي منهل للعلم يأتي إليها الراغبون بالمعرفة من كل حدب وصوب ليتلقنوا بين جدرانها ما يلزمهم لبناء عالم أفضل، ولتلبية حاجات سوق العمل ولتحقيق أحلامهم. فلا تبخل يا حضرة الرئيس بأي نفيس حتى يظلَّ طلاب وطالبات جامعة الحكمة يتألقون حيثما حلّوا، بعلمهم وثقافتهم ومهاراتهم وحسهم الإنساني والوطني وقيمهم وحبهم للإنسان، كلِّ إنسان وكلِّ الإنسان".
بدوره، عبّر نعمة عن "امتنانه لثقة وليّها المطران عبد الساتر مؤكدًا أن المنحى الذي سيتبعه يتماشى مع العمل الذي بدأ خلال ولاية الرئيسة السابقة لارا كرم البستاني"، مشيدًا بها وبما تم إنجازه في هذه الولاية. وتعهد بـ"تعزيز الجامعة من حيث التميّز الأكاديمي والبحث العلمي والابتكار والتدريب المهني والمواطنة، كما بدعم الهيئة التعليميّة والموظفين الإداريين والطلاب في سعيهم اليومي لمواجهة التحديات الأكثر إلحاحًا في المجالات العلميّة الاقتصادية والاجتماعية. كما أكد التزامه بتعزيز التنوع والتسامح واحترام الآخرين داخل حرم الجامعة"، لافتًا إلى أن "الطابع الفريد الذي تتميّز به جامعتنا يكمن في تنوّع وجهات النظر والثقافات والتجارب التي يجلبها كلّ منّا". وقال: "ستكون جامعتنا حافزًا حقيقيًا للتغيير الإيجابي وبيئة مؤاتية للتعددية والتنوع الثقافي ومكانًا للحوار". وأكد الحرص على تزويد طلاب الجامعة بتعليم عال ذات مستوى عالمي يخوّلهم تخطّي تحديات التوظيف والتحديات المجتمعية.
وفي هذا المجال، أوضح نعمة أن "الجامعة تعمل على أن تصبح مركزًا للبحوث الأساسية والتطبيقية التي تلبي احتياجات وتطورات سوق العمل، من خلال إجراء مراجعة شاملة لما يشكل مواد مشتركة بين الكليات إضافة إلى إعداد اتفاقيات وتعاون مع منظمات دولية وغير حكومية لتدريب الطلاب وإدخال وحدات تعليمية جديدة وإلزامية من أجل ترسيخ ثقافة النزاهة ومكافحة الفساد.
وعرض المبادئ التوجيهية الثمانية التي ترتكز عليها خطة 2021-2026 الإستراتيجية وذلك كالتالي: مواصلة تعزيز التعليم الأكاديمي وتوطيده من خلال إقامة تعاون دولي جديد مع شركاء أميركيين وأوروبيين وآسيويين. تعزيز تدريبات مستمرة جديدة وترسيخها في العالم المهني من خلال مركزها الجديد للتدريب المهني. تأمين خدمات طلابية عالية الجودة وتعزيز خدمة المساعدات المالية ومواصلة تطوير خدمات الإدماج الوظيفي والعلاقات مع الخريجين بحيث ستوفر جامعة الحكمة موارد إضافية لخدمة المساعدات المالية حتى 20٪ من ميزانيّتها السنويّة للعام الدراسي 2023-2024. كما المواظبة على نشر ثقافة الجودة وانجاز الاعتماد المؤسسي وإعتماد البرامج لدى وكالات الإعتماد الأميركية والأوروبية. وتعزيز الاستثمار في قسم التواصل لتلبية احتياجات الطلاب من خلال إطلاق خدمات ومنصات تواصل جديدة مخصصة للتعليم والحوار من أجل تسهيل الحصول على المعلومات.
بالاضافة الى توفير التطوير الوظيفي للهيئة التعليمية والموظفين الإداريين لضمان العائد الأفضل، عبر حوافز اجتماعية ومهنية أبرزها صياغة نظام جديد لمحاضري الجامعة. ودعم البحث العلمي وتعزيزه وضمان إمكانية نقل نتائجه في التعليم حيث تمنح الجامعة من خلال وضع الأولوية لتمويل البحث العلمي، وتنظيم سلسلة من المؤتمرات العلمية وإبراز منشورات الباحثين. وفي هذا المجال ناشد نعمة "السلطات الحكومية وكذلك القطاع الخاص والشركات وجمعيات الإنتاج المساهمة في تمويل الأبحاث التي بدونها لن تتحقق التنمية المجتمعية".