أوضح الرّئيس الرّوسي ​فلاديمير بوتين​، تعليقًا على وصفه سياسة ​الولايات المتحدة الأميركية​ لما يجري ب​الشرق الأوسط​ بـ"الفشل"، أنّ "مسألة فشلهم أمر واقع. الولايات المتّحدة ابتعدت عن آليّات التّسوية الدّوليّة للقضية ال​فلسطين​ية، الّتي كانت تضمّ عددًا من الأفرقاء من بينهم ​روسيا​، كما احتكرت عمليّة التّسوية".

وأشار، في مقابلة مع قناة "الغد"، إلى أنّ "في مرحلة معيّنة، اضطرُّت السّلطة الوطنيّة الفلسطينيّة لإصدار تصريحات، للإشارة بأنّها ليست جاهزة للعمل على التّسوية وفق القواعد الّتي تُفرض عليها".

وفي ما يتعلّق بالموقف الرّوسي إزاء الملفّ، ركّز بوتين على أنّه "كان واضحًا وشفّافًا منذ البداية ومعروفًا لأصدقائنا في فلسطين وللقيادة ال​إسرائيل​يّة، وهو ضرورة تنفيذ القرارات الصّادرة عن ​مجلس الأمن​، لتحقيق الهدف النّهائي وهو إقامة دولة فلسطينيّة مستقلّة وذات سيادة؛ وهو الأمر الّذي كان مقرّرًا منذ إنشاء دولة إسرائيل".

وأكّد أنّ "هذه القضيّة صعبة وحسّاسة، وفي الوقت الرّاهن يتعيّن الابتعاد عن التّصريحات النّاريّة، بغضّ النّظر عن أيّ شيء لا يجب إهانة مشاعر النّاس المعنيّين، كما يجب القيام بكلّ ما يمكن فعله للحيلولة دون وقوع ضحايا بين المدنيّين". ولفت إلى أنّه "لو كان الأمر حتميًّا، يتعيّن تحديد الأهداف لتقليل المخاطر والخسائر في صفوف الأبرياء الأطفال والنّساء وكبار السن".

كما شدّد على أنّ "من الضّروري عدم السّماح لتوسيع نطاق الصّراع، لأنّه لو حدث ذلك فسيؤثّر على الوضع الدّولي بأكمله وليس المنطقة فقط". وبشأن موقفه من إرسال الولايات المتّحدة أكبر حاملة طائرات للمياه المقابلة لإسرائيل، أعلن "أنّني لا أرى معنى لها من حيث الجوانب العسكريّة. لقد تساءلت لماذا يفعلون ذلك؟ هل سيقومون بالقصف مستخدمين تلك المقاتلات المرابطة فوق هذه الحاملة؟! لا أرى لها مغزى عسكريًّا".

وبيّن بوتين، أنّ "من ناحية أخرى، قد يكون القصد إظهار الدّعم السّياسي العسكري. باعتقادي أنّه لا يجب في الوقت الرّاهن التّركيز على الأمور العسكريّة بل الدّبلوماسيّة، وذلك لإيجاد سبل لوقف الأعمال القتاليّة في أسرع وقت ممكن، وكذلك العودة إلى العمليّة التّفاوضيّة الّتي من الضروري أن تقبلها جميع الجهات بمن فيها الفلسطينيّون".

وعن قدرة الأداة الدّبلوماسيّة على الحل، ذكر أنّه "تربطنا علاقات متينة مع إسرائيل، وعلاقات صداقة مع فلسطين على مدى عشرات السّنين، وهم يعلمون ذلك، وباعتقادي أنّه بإمكان روسيا المساهمة في عمليّة التّسوية، لكن درجة التّوتّر الحالي غير مسبوقة".

وبشأن موقفه من الدّعوات من داخل إسرائيل الهادفة لتهجير الفلسطينيّين إلى ​سيناء​ في مصر، أشار إلى أنّ "من الصّعب التّعليق على هذا الأمر. إنّها الأرض الّتي يعيش عليها الفلسطينيّون، إنّها أرضهم التّاريخيّة، وأكثر من ذلك كان من المخطّط إقامة دولة فلسطينيّة مستقلّة؛ وبرأيي أنّ مثل هذه الدّعوات لا تؤدّي إلى إحلال السّلام".