أشارت السّفيرة الأميركيّة في ​لبنان​ ​دوروثي شيا​، إلى أنّ "قبل أربعين عامًا، كان ​الشعب اللبناني​ في منتصف طريق الحرب الأهلية المروّعة، الّتي أدّت إلى مقتل عشرات الآلاف ودفعت ما يقارب مليون لبناني إلى الفرار من منازلهم".

ولفتت، في كلمة خلال إحياء السّفارة الأميركيّة في بيروت الذّكرى الأربعين لتفجير مقرّ مشاة البحريّة الأميركيّة في بيروت، أنّ "بناءً على طلب الحكومة اللبنانية، شكّلت ​الولايات المتحدة الأميركية​ -إلى جانب حلفائنا الفرنسيّين والإيطاليّين وبريطانيا- قوّةً جديدةً متعدّدة الجنسيّات، لمساعدة الحكومة اللبنانية على استعادة السّيادة الكاملة على بيروت وكلّ لبنان، أو، كما قال الرّئيس الرّاحل رونالد ريغان في ذلك الوقت، لضمان "السماح للشعب اللبناني برسم مستقبله". هذا طموح لا نزال نتمسّك به".

وأوضحت شيا أنّ "هكذا، في العام 1982، وصل 800 عنصر تقريبًا من مشاة البحريّة الأميركيّة (​المارينز​) إلى بيروت. لقد جاؤوا إلى جانب زملائهم من الجنود الفرنسيّين والبريطانيّين والإيطاليّين بسلام، للمساعدة في ضمان سلامة الشعب اللبناني ووضع حدّ للعنف المأساوي".

وركّزت على أنّ "هؤلاء المارينز الأميركيّين كانوا شبابًا أمامهم مستقبل مشرق، ولديهم التزام عميق بخدمة بلدهم والقيم الّتي نعتزّ بها كأميركيّين ولبنانيّين"، مبيّنةً أنّ "في السّاعة 6:22 صباح يوم 23 تشرين الأوّل 1983، قبل لحظات قليلة فقط من الموعد المقرّر لمنبّه الصّباح، تمّ قطع مستقبلهم المشرق في غضون ثوانٍ. لقد قاد انتحاريّ شاحنةً مملوءةً بالمتفجّرات إلى المقرّ وقام بتفجيره، في هجوم تمّ تنفيذه بدعم من ​إيران​. وتحوّل هذا المبنى إلى أنقاض".

كما ذكرت أنّ "في ذلك اليوم، قُتل 241 جنديًّا أميركيًّا، وتبع ذلك بعد أيام قليلة، موت شخص آخر متأثّرًا بجراحه الّتي أُصيب بها أثناء الهجوم"، مشدّدةً على أنّ "خلال ثوان قليلة، حَرم عمل إرهابي جبان هؤلاء الجنود من مستقبلهم المشرق. لقد تُركت عائلات حزينة إلى الأبد، بسبب خسارة لا يمكن تصوّرها، كما تركت الأمّة بأكملها في حالة صدمة".

وأضافت شيا: "بعد دقائق قليلة، ضرب انتحاري ثان ثكنة دراكار الفرنسيّة، وقتل 58 مظليًّا فرنسيًّا. ونحن هنا اليوم، بعد مرور 40 عامًا، من أجل إحياء ذكرى أولئك الّذين جاؤوا بسلام. إنّنا نتذكّرهم ونقوم بتكريمهم. ونحن هنا أيضًا لنقول بشكل لا لبس فيه، إنّ التزامنا تجاه شعب لبنان أقوى بكثير من أيّ عمل جبان من أعمال العنف أو الإرهاب".

وأكّدت "أنّنا نرفض، ويرفض الشعب اللبناني، تهديدات البعض بجرّ لبنان إلى حرب جديدة. ونحن مستمرّون في نبذ أية محاولات لتشكيل مستقبل المنطقة من خلال التّرهيب والعنف والإرهاب"، مشيرةً إلى "أنّني هنا أتحدّث ليس فقط عن إيران و"​حزب الله​"، بل أيضًا عن حركة "حماس" وآخرين، الّذين يصوّرون أنفسهم كذبًا على أنّهم "مقاومة" نبيلة، والّذين ومن المؤكّد أنّهم لا يمثّلون تطلّعات أو قيم ​الشعب الفلسطيني​؛ في حين أنّهم يحاولون حرمان لبنان وشعبه من مستقبلهم المشرق".

ولفتت إلى أنّ "شعار مشاة البحريّة الأميركيّة هو "الإخلاص دائمًا". واليوم، بعد مرور 40 عامًا على تفجير مقرّ مشاة البحريّة، نحن مخلصون إلى الأبد لذكرى هؤلاء الجنود البالغ عددهم 241 جنديًا وجميع هؤلاء، أميركيّين ولبنانيّين وغيرهم، ضحّوا بحياتهم لدعم السّلام".

وأعلنت شيا "أنّنا مخلصون أيضًا إلى الأبد لقيمنا ومبادئنا، وهي القيم والمبادئ نفسها الّتي أتت بقوّات مشاة البحريّة الأميركيّة إلى هنا في الثّمانينيّات، والّتي أعرف أنّنا كأميركيّين ولبنانيّين نتقاسمها اليوم. أولئك منّا الّذين يخدمون هنا اليوم، يواصلون العمل يوميًّا لتعزيز تلك القيم، ولنكون قوّةً إيجابيّةً من أجل السّلام والاستقرار والوحدة الوطنيّة في لبنان؛ واليوم على وجه الخصوص نفعل ذلك تخليدًا لذكرى أولئك الّذين دفعوا الثّمن الباهظ".

وفي السياق، اعلنت السفارة الاميركية انه في الذكرى الـ40 لتفجير مقرّ مشاة البحريّة الأميركيّة في بيروت، تم زرع 241 شجرة ارز.