ما الذي يحصل بين الأساتذة في بعض ​المدارس الخاصة​ وإداراتها؟ من حاول التذاكي على من خلال الأيام القليلة الماضية؟ وما هو الهدف من هذا التذاكي تحديداً فيما خصّ مصير الرواتب إذا حصلت الحرب في لبنان بين حزب الله وإسرائيل؟.

القصة بدأت عندما تلقّت ​نقابة المعلمين​ في المدارس الخاصة سلسلة من الشكاوى من أساتذة فرضت عليهم إدارة مدرستهم التوقيع على كتاب يعفي فيه الأستاذ إدارته من دفع راتبه في حال أقفلت المدرسة أبوابها "لأي سبب كان" كما جاء في نص الكتاب، الذي أعطى أمثلة القوّة القاهرة والإضرابات والتظاهرات والحروب والأوبئة والجائحات. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "النشرة" فالمدرسة التي لجأت الى هذا الإجراء غير القانوني هي مدرسة يسوع ومريم-الربوة التابعة لمطرانيّة أنطلياس المارونية، ومن قام بالتصدّي لها هي نقابة المعلمين في المدارس الخاصة، إذ أطلق النقيب ​نعمة محفوض​ الصرخة تلو الأخرى ومن ثم تواصل مع الأمين العام للمدارس الكاثوليكية ​الأب يوسف نصر​، الذي تدخّل بدوره على الفور مع إدارة المدرسة المذكورة للتراجع عن الكتب التي كان قد وقعها عدد من الأساتذة وطيّ هذه الصفحة الى غير رجعة.

محفوض كان سيلجأ لدعوة أساتذة مدرسة يسوع ومريم الى الإضراب وعدم التعليم فيما لو لم تتراجع الإدارة عن قرارها، معتبراً أن راتب المعلم هو حق من حقوقه الطبيعية والقانون يكفله له في كل الحالات وحتى في حالات القوة القاهرة، وبحسب أوساط نقيب المعلمين في المدارس الخاصة، كان الهدف الأساسي من الحملة التي خاضها محفوض ضد إدارة مدرسة يسوع ومريم-الربوة هو "الحكي مع الجارة حتى تسمع الكِنّة" كما يقول المثل اللبناني، إذ تفيد معلومات نقابة المعلمين أن عدداً كبيراً من إدارات المدارس الخاصة كان في طور الإعداد لقرارات وكتب مماثلة للكتاب الذي فرضت إدارة المدرسة المذكورة على الأساتذة توقيعه، وعندما سمعت هذه الإدارات بأنّ الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية تدخلت ووضعت حداً لهذا الإجراء طالبة من المدرسة عدم تهديد الأساتذة أو إجبارهم على توقيع كتب مخالفة للقوانين، جمدّت نشاطها على هذا الصعيد وتراجعت.

في المقابل تقول أوساط إدارة مدرسة يسوع ومريم-الربوة إنها لم تكن بصدد تنفيذ هذا الكتاب وان إجراء روتينيا تعتمده المدرسة في كل الأزمات من دون أن يعني ذلك أنها ستنفذه، والدليل على هذا القول أزمة كورونا التي عانى منها ​العالم​ أجمع بين عامي 2020 و2021، في تلك الفترة تتابع أوساط الإدارة وقع الأساتذة على كتاب مماثل لكن الإدارة لم تتخلف يوماً عن دفع رواتبهم.

في المحصّلة كان تدخل النقابة والأمانة العامة في محلّه، خصوصاً أن بعض إدارات المدارس حاول وبإجراء آخر أن يفرض على الأساتذة دفع أقساط أولادهم على رغم أن القانون يعفيهم من دفعها. تدخل النقابة والأمانة العامة كان في محله ومطلوب أن يستمر دائماً لأن الأستاذ في المدارس الخاصة التي لم تتوقف يوماً عن التعليم والتدريس هو من أكثر الفئات المجتمعية التي ظلمت وإنهارت رواتبها بعد وقوع الأزمة المالية والإقتصادية في لبنان.