أشار رئيس حزب "القوّات اللّبنانيّة" ​سمير جعجع​، إلى أنّ "من الصّعب توقّع مستقبل ​لبنان​، حتّى وإن كان هناك اتجاه بانتهاء ​حرب غزة​، إذ سيتغيّر ميزان القوى في الشرق الأوسط. ما لا نعرفه هو مدى هذا التّغيير في الوضع، وما إذا كان قليلًا أم كثيرًا".

وعمّا إذا كان متفائلًا، لفت في حديث مع مجلّة "Valeurs Actuelles" الفرنسيّة، إلى "أنّني لست متأكّدًا. قبل 7 تشرين الأوّل الماضي، كانت توجد إشارات إيجابيّة كثيرة في الاقتصاد، وتوقّعنا زيادتها في عيد الميلاد، ولكن تلاشى الزّخم وجمّدت الحرب السّاحة اللّبنانيّة، ولكن لا تزال بلادنا واحةً للحرّيّة والدّيمقراطيّة في الشرق الأوسط رغم كلّ المآسي الماضية".

وشدّد جعجع على أنّ "بالرّغم من 30 عامًا من الاحتلال السوري (1976- 2005)، وهيمنة "​حزب الله​" منذ العام 2005، مع التّشديد على أنّه سلاح ​إيران​ي بامتياز يريد أن يفرض أجندته على لبنان، إلّا أنّه لم ينجح بذلك، وانتهى به الأمر بشلّ البلاد بالشّكل الّذي نعرفه ونعيشه اليوم... ولكن جذورنا لا تزال موجودة، ولو أنّها حاليًّا في مرحلة سبات".

وعمّا إذا كان لدى ​فرنسا​ القدرة والإرادة لمساعدتهم على "إيقاظ" جذورهم، أوضح "أنّني من النّاحية العاطفيّة، لا أزال أنتظر فرنسا، إنّما من النّاحية العمليّة فإنّني لم أعد أتوقّع أيّ شيء"، مفسّرًا أنّه "لنأخذ الاستحقاق الرّئاسي على سبيل المثال، فقد بذلت فرنسا في البداية جهودًا كبيرةً لضمان انتخاب اللّبنانيّين لمرشّح "حزب الله"، رئيس تيّار "المردة" ​سليمان فرنجية​. بالنّسبة لي كمواطن لبناني يحبّ فرنسا، أعتبر هذا الأمر غير مقبول".

وردًّا على ما إذا كان يلوم الحكومة الفرنسية، استشهد رئيس "القوات" بما كتبه صحافي بريطاني مؤخّرًا: "فرنسا في لبنان: فليكن"، مركّزًا على أنّ "في كلّ مرّة تتّخذ فيها فرنسا موقفًا في لبنان، فهو يتمّ اتخاذه بعيدًا عن أدنى فكرة عن الوضع والواقع. فقد دعمت في السّابق السّوريّين. "فليكن" الأمر كذلك، والآن "حزب الله". "فليكن" الأمر كذلك".

وذكر أنّ "فرنسا لا تأخذ بالاعتبار إلّا توازن القوى. ومن هذه الزّاوية إذا نظرنا إلى لبنان من بعيد، تتكوّن فكرة لدينا أنّ "حزب الله" لديه أسلحة، وأنّه قوي وتدعمه إيران، ولذلك يجب عدم مضايقته؛ وبالتّالي فلا بأس إذا تعارض دعم مرشّحها مع سيادة لبنان وإصلاحاته ومؤسّساته. وفي حينه هذا الأمر لم يكن مقبولًا. منذ ذلك الوقت، بدّل الفرنسيّون رأيهم".

وتساءل: "كيف ننقذ هذا البلد والنّاس يعانون؟ بالتّأكيد ليس عن طريق انتخاب مرشّح "حزب الله"، باعتبار أنّ ذلك سيؤدّي حتمًا إلى ازدياد الأمر سوءًا"، مبيّنًا أنّ "في الزّيارة ما قبل الأخيرة للموفد الرّئاسي الفرنسي ​جان إيف لودريان​، كنّا قد اتفقنا على اسم بديل يتمثّل في شخص الوزير السّابق ​جهاد أزعور​، وقد رفض "حزب الله" ذلك ومانعه، بينما كنّا نحن على استعداد للتحرّك والذّهاب بهذا الإتجاه".

أمّا عن رأي ​الولايات المتحدة الأميركية​، فأفاد جعجع بـ"أنّني لا أعتقد أنّنا نعني الكثير لها. لم نكن يومًا طبقها المفضّل. لأنّه باعتقادها طبق مخصّص للفرنسيّين".

وعن سبب انعزاله في معراب، لفت إلى أنّ "من البديهي الإشارة إلى أنّني أصبحت هدفًا لـ"حزب الله". نعرف أنّهم ليسوا حمقى، فهم حين يقتلون المعارضين، يبرّرون فعلهم بتغيير الوضع، ولا سيّما أنّ "القوات اللبنانية" أصبحت اليوم تشكّل الأغلبيّة بين المسيحيّين، منذ الانتخابات التشريعية في العام 2022، غير أنّ لجوئي إلى هذا المكان ليس بالأمر الجديد ولا المستغرب؛ فقد سكن أسلافي الجبال بشكل دائم".