يعتبر اجتماع العائلة في ​عيد الميلاد​ من التقاليد الأساسية المتبعة في هذا الزمن، في الماضي كانت تحضّر الموائد وأفخر الأصناف ويتمّ التحضير لهذا العشاء قبل مدّة، ولكن مع الوقت تغيّرت الأحوال، فمن كان يضع عدداً كبيراً من الأصناف بات يقلصها نظراً للتكلفة الباهظة.

"حبشة العيد" كانت الطبق الأساسي في الميلاد، ولكن وفي ظلّ الأوضاع الإقتصادية الصعبة وارتفاع سعر صرف ​الدولار​ مقابل ​الليرة​ وتأثيره على ​الأسعار​ في الأسواق وغلاء المواد الغذاء، هل بات بالإمكان الاستمرار بصنع هكذا أطباق نظراً إلى التكلفة الباهظة لها، وكيف يُمكن تحضير عشاء العيد لعشرة أشخاص في المنزل بأقل كلفة ممكنة... وماذا يمكن أن يتضمّن؟.

حتماً "الحبشة" كانت وستبقى هي الأساس في العيد، والبعض يصرّ على شرائها تحضيرها في المنزل ويفضل عدم استبدالها بطبق آخر، إلى جانبها كانت تصنع المعجنات والسلطات وغيرها... اليوم ونظراً لارتفاع الأسعار يفضّل الذهاب باتجاه التحضيرات لعشاء العيد لـ10 أشخاص في المنزل. حيث يشرح الشيف عماد عراوي أننا "نحتاج إلى 5 كيلو حبش، بحوالي 30$، إضافة إلى الارز والصلصة والكستناء والقلوبات والغاز للطهي، وبالتالي تصل التكلفة إلى حوالي 65$".

في السابق، كان يتمّ الاتجاه إلى وضع المعجنات على المائدة "والمازة" وغيرها. حالياً يفضّل، بحسب الشيف عراوي، التوجه نحو سلطة الكيناوا مثلاً، حتى لا ندخل في السلطات الغربيّة التي تتضمن البالميتو وغيرها، كذلك ينصح "بأطعمة مشويّة، كالقرنبيط والبندورة والبطاطا الحلوة والذرة، اضافة إلى البروكولي"، لافتاً إلى أننا "نحضّر الحبشة مع الرز على الطريقة الشرقيّة والخضار على الطريقة الغربية، حتى لا تذهب قيمتها المصنوعة هدراً"، مؤكدا أن "كلفة هكذا عشاء لعشرة أشخاص في المنزل يبلغ حوالي 110$، بينما إذا أردنا شراءه من أحد ​المطاعم​ أو أي مكان آخر فيبلغ بأقل معدّل 400$، نظراً لأنّ سعر الحبشة من الخارج الخمسة كيلو يبلغ بأقل تقدير 150$".

صحيح أنه يمكننا تحضير العشاء في المنزل، ولكن إذا رغبنا يُمكن الاتجاه إلى استبدال الحبشة بالدجاج. ويشير الشيف عراوي إلى أنه "يمكن شراء ثلاثة "فراريج" لـ10 أشخاص، ويتم طهيهم في المنزل بنفس طريقة الحبش، بينما سعرهم لن يتجاوز الـ12$"، وهنا يلفت إلى أنه "لا يجب أن ننسى أن الحبشة تحتاج الى "نقعها" بالنبيذ والمياه كلّ مدة وهذا أمر مهم جداً"، مضيفاً: "يمكن أيضا، إلى جانب الاطباق، اللجوء إلى "السانغريا" كمشروب مع المأكولات التي ستقدّم في يوم العيد".

إذاً، عادت الأمور إلى سابق عهدها وعادت فكرة التحضير في المنزل لتكون أقلّ كلفة، والسبب ربما يعود إلى أنّ في ​لبنان​ المطاعم والمقاهي وحتى المحلات رفعت من أسعارها رغم الحديث عن أسعار مدروسة وغيرها من الكلام المنمّق التسويقي، وعندما نسأل عن السبب يأتي الجواب سريعًا أن ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة هو السبب، رغم أنّ العملة الخضراء مستقرّة منذ فترة طويلة على سعر معيّن. فلماذا ترتفع الأسعار بشكل كبير؟.