أشدّ ما يحتاج اليه الإنسان في هذا الزمن الصعب هو العناية الالهيّة لترافقه وتقف بجانبه وأكثر ما يتمسّك به المرء في اللحظات العصيبة هو الرجاء والإيمان بحدوث المعجزات في وقت يكاد يكون فيه على شفير الإنهيار... كثيرة هي الحالات من هذا النوع وعديدة هي الويلات البشرية ولكن "شويّة ايمان قد حبّة الخردل بتغيّر كلّ شي"!.

للطفل جهاد قربان قصّة من نوع آخر مع القديس شربل[1]. يروي والده عبر "النشرة" أنه "شعر بأن ابنه البالغ من العمر سنتين ونصف يعاني من مشاكل والمفترض أن يكون يبدأ الكلام وبطريقة أسرع ولكن هذا كله لم يحدث، ويكاد يشعر الطفل وكأنه معزول في الحضانة، وعندما زرنا الطبيب طلب في البداية إجراء صورة خاصة للسمع تسمى Beratest، وهي مخصصّة لمعرفة إذا كان يعاني من مشاكل في الأذن فتبيّن أنه يسمع بواحدة منهما بنسبة 60% بينما في الأخرى 40%، وبالتالي فإن سمعه خفيف وسيضطرّ الى تركيب "سماعة أذن" طيلة حياته".

يتابع والد جهاد ان اللحظات الأولى التي تلقت فيها العائلة هذا الخبر وقع عليهم كالصاعقة، ولكن حالياً تغيّر الوضع كثيراً وبات علينا التأقلم مع وضع جديد. وفي هذا الإطار أشار الى أننا "عرفنا النتيجة في 17 آب الماضي وكنا نخطط للسفر مع أولادنا، لم نشأ أن نلغي الرحلة لأنّها كانت هدية عيد ميلاد إبنتنا، وكان هذا في اليوم التالي من إجراء التخطيط"، ويضيف: "في الليلة التي بدأنا التحضيرات للسفر، أحضرت حنجورًا صغيرًا من الزيت المقدّس ومسحت به أذني جهاد به وصلّيت وتضرّعت الى اللّه ليحدث معجزة عبر شفيعه القديس شربل ويشفي الطفل، وهنا كانت المفاجأة لأنّ هذا ما حصل فعلاً. فقد إنطلقنا في الرحلة وتركنا جهاد لدى شقيقة زوجتي، وطيلة الوقت كنا على تواصل معها للاطمئنان وكانت بدورها ترسل لنا صوراً وفيديوهات لجهاد وهو يتحدّث بكلمات لم يكن يتفوّه بها سابقًا، وهذا الأمر بالنسبة لنا غريب جداً"، يلفت والد جهاد الى أن "أول ما فعله عندما حضر من الرحلة هو وزوجته كان اصطحاب نجله الى الطبيب من جديد، الّذي أجرى الفحوصات اللازمة وتخطيط للأذنين من جديد وتبيّن أن الوضع اختلف تماماً، فبات يسمع بشكل أفضل وبحسب الطبيب المُعالج هو لم يعد يحتاج سوى الى بضع جلسات مع المتخصصة لمساعدته فقط على النطق بشكل أفضل".

يشكر والد جهاد الربّ الذي خصّه بنعمة شفاء إبنه بأعجوبة قام به بشفاعة شفيعه القديس شربل، ويقول "الإيمان يصنع المعجزات... والدليل ما حصل معنا وكيف شفي إبننا، ومهما فعلنا لن نستطيع أن نشكر "حبيس عنّايا"[2] على ما فعله لأجلنا".

نعم، بشفاعة "شربل" تحدث المعجزات، ولم لو يكُن شربل موجودًا، لكان لبنان اندثر منذ زمن، ولأن شربل هو "حكاية الله"[3] فنحن أشدّ ما نحتاج اليه اليوم في هذا العالم المليء بالظلمات هو التشبث بإيماننا والصلاة لأنّه فقط بهذه الطريقة يُمكن للانسان أن يخلص نفسه!.

[1] ولد القديس شربل (يوسف مخلوف) في 8 أيار 1828 وتوفي عشيّة عيد الميلاد عام 1898

[2] تعود تسمية "حبيس عنايا" الى مار شربل لاختياره الاستحباس للصلاة والتأمل في محبسة القدّيسين بطرس وبولس الموجودة على تلة قرب مزاره اليوم، وقد بقي فيها 23 سنة حتى يوم وفاته عشية عيد الميلاد المجيد.

[3] اسم مار شربل مركّب بلغة المسيح الآرامية من جزئين "شربو إيل" والمعنى هو "حكاية الله"، ولأن اسم شربل كُتِب في سجلّ الملكوت، فحكاية الله لا يستطيع أي كائن في هذا الكون، وعلى هذا الكوكب الّذي نعيش فيه أن يمحوها أبدا.