أبدى عضو تكتّل "الجمهوريّة القويّة" النّائب ​غياث يزبك​، تقديره لـ "الدّيناميّة الّتي تطبع عمل السّفراء الخمسة في الملف الرّئاسي، والّتي تصطدم بالمواقف المتصلّبة لبعض الأفرقاء المحليّين"، مشيرًا إلى أنّ "السّفراء يحاولون تسويق أو مأسسة الخيار الثّالث، ولكنّهم اصطدموا وسيصطدمون بموقف الثنائي الشيعي، الّذي عبّر عنه رئيس مجلس النّواب ​نبيه بري​، الّذي أكّد التّمسّك بخيار ترشيح رئيس تيّار "المردة" ​سليمان فرنجية​".

وأكّد، في حديث صحافي، أنّ "التّمسّك بخيار ترشيح فرنجيّة، يعيد مساعي الخماسيّة إلى المرحلة السّابقة، عندما كان الموفد الرّئاسي الفرنسي ​جان إيف لودريان​، يسعى في كلّ زيارة إلى بيروت إلى تحريك الملف الرّئاسي، ولكن كانت كلّ محاولاته تسقط بسبب الإصرار على هذا التّرشيح".

وعمّا إذا كان حراك السّفراء سيبقى من دون نتيجة، اعتبر يزبك أنّ "من المبكر إطلاق الأحكام على هذا الحراك، ولكن من خلال المواقف والأجواء الّتي نُقلت في السّاعات الماضية، فإنّ الاستحقاق الرّئاسي لا يزال يدور في الحلقة المفرغة نفسها، والقادرة على إجهاض أيّ محاولة لإجراء ​الانتخابات الرئاسية​؛ رغم أنّه لن تكون أيّ حالة إنقاذيّة ل​لبنان​ من دون انتخاب رئيس جمهوريّة".

وعن الظّروف المحيطة بحراك ممثّلي "الخماسيّة"، الّذي كان قد سبقه لقاء بين السّفيرَين السّعودي والإيراني في لبنان، لفت إلى أنّ "من دون الانتقاص من دور أيّ جهة في الخماسيّة وخصوصًا ​السعودية​، ودورها الفاعل في الحراك الرّئاسي، من الواضح وبنتيجة المواقف الدّاخليّة المعلَنة، أنّ "​حزب الله​" يربط ​رئاسة الجمهورية​ بحرب ​غزة​، أي أنّ الرّئاسة تأتي بالمرتبة الثّانية بمفهوم الحزب، فيما برّي يدعم موقف الحزب هذا، بالإضافة إلى التّمسّك بمرشّح وحيد". ورأى أنّ "ربط نهوض وإنقاذ لبنان بحرب غزة هو محاولة إنقلابيّة، لأنّ لبنان المفكّك لا يخدم غزة، بل لبنان الدّولة القويّة والمتماسكة ".

وعن إمكان حصول تهدئة ووقف للنّار في غزة وانسحاب ذلك على الجبهة الجنوبيّة، شدّد على أنّ "من المفترض وقف النّار والحرب في غزة"، سائلًا "إذا وصل الاشتباك بين العدو الإسرائيلي والشعب الفلسطيني إلى هدنة، ألا نستطيع اليوم في لبنان أن نصل إلى عقلنة الفريق الآخر، وإعلان هدنة سياسيّة وملء الشّغور القاتل في مؤسّسات الدّولة وعلى رأسها رئاسة الجمهورية؟ وإن لم ننجح بذلك فهذا يعني أنّ هناك كارثة حقيقيّة".

أمّا عن ارتباط زيارة النّائبين ملحم رياشي وووائل أبو فاعور إلى السعودية بالحراك الرّئاسي، فأوضح يزبك أنّ "الزّيارة دوريّة لنقل وجهة نظر حزب "القوات اللبنانية"، وهي تأتي في إطار التّشاور الدّائم والتّأكيد على أنّ خياراتنا هي خيارات صائبة".

وركّز على أنّ "السعودية تعرف أنّه لا يمكن تكرار تجربة رئيس الجمهوريّة السّابق ميشال عون مرّة أخرى، وأنّنا نقف سدًّا منيعًا في مواجهة مثل هذا الطّرح، ونراهن على أنّ إنقاذ لبنان وردّه إلى الشّرعيّة العربيّة، لا يكون عبر استنساخ هذه التّجربة".