أشار وزير التّنمية الاجتماعيّة ال​فلسطين​ي، ​أحمد مجدلاني​، إلى أنّ "حديث رئيس الوزراء ال​إسرائيل​ي ​بنيامين نتانياهو​ بشأن اقتحام مدينة ​رفح​، ليس مستغربًا أو جديدًا على إسرائيل"، لافتًا إلى أنّ "إسرائيل طيلة السّنوات السّابقة ومنذ احتلالها لفلسطين عام 1948 وحتّى الآن، وهي تتحدّى القوانين والشّرعيّة الدّوليّة وإرادة ​المجتمع الدولي​".

وركّز، في حديث إلى وكالة "سبوتنيك"، على أنّ "نتانياهو يصدر تعليماته للجيش بالعدوان على مدينة لا تتجاوز مساحتها 55 كيلومترًا مربّعًا، ويقطن فيها نحو مليون و700 ألف فلسطيني، منهم مليون و400 ألف نازح و300 ألف من مواطني المحافظة، أي أنّ كلّ كيلومتر هناك 27 ألف مواطن يعيشون على هذه الرّقعة الجغرافيّة الصّغيرة".

وأوضح مجدلاني أنّ "أيّ محاولة إسرائيليّة لاجتياح محافظة رفح، قد تؤدّي إلى مذابح وحرب إبادة جماعيّة حقيقيّة للشعب الفلسطيني في ​غزة​"، مبيّنًا أنّ "نتانياهو يدّعي بأنّ اجتياح رفح هو استكمال للعمليّة العسكريّة الهادفة إلى تقويض وتدمير قوّة حركة "حماس" العسكريّة، ويدّعي أنّ هناك 4 كتائب لـ"حماس" في المدينة، وأنّه لا يمكنه إلّا أن يواصل العمليّات العسكريّة حتّى تحقيق هذا الإنجاز العسكري، وفي سياق ذلك التوصّل إلى إطلاق سراح الأسرى المحتجزين الإسرائيليّين لدى المقاومة الفلسطينيّة".

وشدّد على أنّ "نتانياهو لم يتجاوز فقط كلّ الخطوط الحمراء في تحدّيه لإرادة المجتمع الدّولي، لكنّه لم يكن ليفعل ذلك لولا الغطاء السّياسي والدّبلوماسي والدّعم العسكري واللّوجيستي والمالي الّذي تقدّمه له أميركا"، معتبرًا أنّ "رغم التّباين في العديد من المواقف ما بين ​الإدارة الأميركية​ ونتانياهو وحكومته، إلّا أنّ التزام أميركا بدعم إسرائيل باعتبارها كيانًا وظيفيًّا يخدم مصالحها في المنطقة، التزام قائم".

كما ذكر أنّ "أميركا الآن هي في عام انتخابي، وبالتّالي الحسابات الانتخابيّة ودور اللّوبي الصّهيوني في ​الولايات المتحدة الأميركية​ وانحيازه لأحد المرشّحين، يُعتبر أمرًا حاسمًا في حسم الصّراع الانتخابي على الرّئاسة الأميركيّة".

وأكّد مجدلاني أنّ "المجتمع الدولي عليه تقرير ما لم تقم به الدّول الّتي تحالفت مع أميركا وانحازت لها في مواقفها، ومطلوب من هذه الدّول الّتي لم تستطع أن تتّخذ موقفًا مؤثّرًا وضاغطًا يُلزم حكومة إسرائيل بوقف عدوانها، أن تتّخذ إجراءات مناسبة عبر توقيع العقوبات على إسرائيل؛ ما يمنعها من استمرار عدوانها"، مشيرًا إلى أنّ "إسرائيل لا يمكنها التّراجع سوى بسلاح العقوبات والعزل والمقاطعة الدّوليّة".

وكان قد لفت مكتب نتانياهو يوم الجمعة، إلى أنّ رئيس الوزراء أمر الجيش ووزارة الدّفاع بإعداد خطّة لإجلاء المدنيّين من مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، حيث يقدّر الجيش أنّ أربع كتائب أخرى تابعة لحركة "حماس" لا تزال باقية هناك. وأفاد بأنّ "العمليّة الواسعة النّطاق في رفح، تتطلّب إجلاء المدنيّين من منطقة القتال".