في اسرائيل يسمونها "زيك"، وهي طائرة مسيرة هيرمز 450، تُستخدم في الرصد والاستطلاع، وتحديد الأهداف بدقة واستهدافها، كما تعمل بفعالية كبرى في عملية مساندة القوات البرية في أي هجوم وعمل عسكري، فتزود القيادة بالمعلومات والخرائط وتساهم أيضاً بدعم العمليات العسكرية على الأرض ومعالجة الأهداف الطارئة، من خلال قدراتها التصويبية والتصويرية الكبيرة، فهي قادرة على حمل 4 صواريخ حربيّة، وتستفيد من خدمة التصويب اللايزري فيها لتُصيب أهدافها بدقة متناهية.

ليست مسيّرة هيرمز 450 كباقي الطائرات التي أسقطها حزب الله منذ بداية المعارك على الجبهة الجنوبيّة في 8 تشرين الأول الماضي، فطول هذه الطائرة يبلغ 6 أمتار، وعرضها 10، ومداها يصل الى 300 كيلومتراً وترتفع في طيرانها حتى 6 كيلومترات ما يجعلها غير مرئيّة وغير مسموعة، وقادرة على القيام بمهمتها من ارتفاع شاهق يحميها، وهي القادرة على البقاء في السماء لمدة 18 ساعة متواصلة.

كل هذه المواصفات المهمّة للتدليل على أهميّة وحجم العمل العسكري الذي قام به الحزب الاثنين عبر استهداف الطائرة وإسقاطها، فكانت هذه العمليّة بحسب مصادر متابعة كـ"إعلان" رسمي أول الى الاسرائيليين وغيرهم، يقول "نحن نمتلك سلاحاً مضاداً للطائرات، قادر على إسقاط المسيّرات الضخمة والجديدة".

هذا الإعلان بحسب المصادر فاق بأهميته ربما ضربة صفد بصواريخ دقيقة والتي لم يُعلن أحد مسؤوليته عنها، ولكنها كانت رسالة جدّية للاسرائيلي وقد وصلت اليه وعليه بدقّة، فقام بعدها باستهداف الغازيّة للرد، وما بعد رسالة الصواريخ الجويّة كان الرد الإسرائيلي أكبر وأبعد فاستهدف بعلبك للمرة الأولى خلال هذه الحرب، وبالتالي جاءت بداية الأسبوع الجاري تصعيديّة بامتياز.

لطالما كان من أهداف الاسرائيلي محاولة الضغط على حزب للكشف عما يمتلكه، لأن العدو لا يعلم حقيقة ما يخبّئه من قدرات، وبالتالي هذا يصعب عليه عملية الحسابات الدقيقة لأي حرب مقبلة، بحال كان راغباً بحصولها، علماً ان العكس صحيح أيضاً، إذ تكشف المصادر أن الحرب الحاليّة بشكلها الحالي، انطلاقاً من عملية طوفان الأقصى، كانت مفيدة للغاية، لأن العدو يستخدم فيها صواريخه الجديدة التي لم تكن معلومة بالنسبة للحزب، كما سلاح المسيرات الذي شكل مفاجأة للثاني، الّذي اكتشف بالنتيجة نقاط القوة التي راكمها الاسرائيلي كل الفترة الماضية، ولم يكتشف هو سوى الجزء البسيط مما راكمه الحزب.

من الأمور التي كشف عنها حزب الله الاثنين، امتلاكه لسلاح مضادّ للطائرات، فعّال وقادر على تحديد الهدف وإصابته وإسقاطه، وهذا ما سيخلق لدى الاسرائيلي أسئلة جوهريّة حول مدى قدرة هذا السلاح على نقل التهديد من المسيّرات المتطوّرة الى الطائرات الحربيّة الاسرائيلية، وهو ما لن يكشفه حزب الله سوى في الحرب الشاملة إن حدثت.

تؤكد المصادر عبر "النشرة" أنّ كل ما يقوم به الحزب مدروس ومخطط له بعناية ودقة، وهدفه إبعاد شبح الحرب لا استجرارها، فهو مقتنع بأن ما يمنع الاسرائيلي من ضرب لبنان بالمستقبل، وما منعه من ضربه في 11 تشرين الأول الماضي هو القوة من جهة والمفاجآت التي حضرها من جهة ثانية، لذلك كلما كشف الحزب سلاحاً جديداً شكّل ذلك رسالة ردع إضافية للاسرائيلي، الذي بكل تأكيد سيردّ على كل تصعيد بتصعيد، ولكنه لم يذهب بعد الى الحرب الشاملة، علماً أن ما يزيد عن ألف و100 عملية عسكريّة شُنَّت على قواته منذ 8 تشرين الأول الفائت وحتى اليوم.