اشار وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالينبرغ، بعد اجتماعه بوزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، الى انني "تأثرت كثيرا بمدى التقدم الحاصل في مبنى الوزارة، وفي بيروت والذي لمسته اليوم مقارنة مع ما رأيته خلال الزيارة السابقة التي قمت بها منذ ثلاثة أعوام أن هذا يدل على ان اللبنانيين هم مثال مشجع للمنطقة والعالم على كيفية النهوض من الازمات اقوى مما سبق".

ولفت الى اننا "تحدثنا عن التطورات الراهنة وعن سوريا، وشعورنا مشترك بأن الاوضاع في المنطقة من سيئ الى اسوأ. ان اجتماعنا اليوم يأتي في فترة حساسة حيث تختبر المنطقة بعدا جديدا من الدمار والوحشية منذ السابع من تشرين الأول من العام الماضي"، مشيرا الى "إن الهجوم الوحشي الذي نفذته حماس ألهب المنطقة ولا نريد ان يتحول التصعيد الى نار تشعل المنطقة ولا يمكن السيطرة عليها. ووسط كل هذه المستجدات لبنان يقف بهشاشة في الجبهة الامامية. وأؤكد هنا ان لبنان يمكنه الاعتماد على دعم النمسا له لكي لا يمتد النزاع اليه. وأدعو كل الاطراف الى ممارسة اقصى درجات ضبط النفس حاليا لمنع اي تصعيد جديد".

وذكر أن "هناك أطراف إقليمية عدة تعتقد ان بإمكانها اللعب بالنار دون ان تحترق ولا سيما حزب الله، اضافة الى الحوثيين وآخرين. إن النمسا لا تقف على الحياد ازاء هذه الازمة لأن لديها اكثر من 170 عنصرا في عداد اليونيفل على الحدود الجنوبية، وانا فخور جدا انهم بدورهم الحيوي والذي لن يتوقف، لكننا نطلب بذل اقصى الجهود للحفاظ على امنهم. نعرف جميعا ان الوضع في الجنوب مرتبط مباشرة بوضع غزة، وما يزال هناك اسير نمساوي - اسرائيلي من بين الاسرى لدى حماس. لكن الوضع الانساني في غزة محزن والكل مطالب ببذل الجهود لمواجهة هذه الازمة الانسانية. والحكومة النمساوية قدمت امس ١٠ ملايين يورو كمساعدة، بالإضافة الى ٣٠ مليون يورو وفرناها للشعب في غزة منذ اندلاع النزاع".

وتمنى شالينبرغ أن "يتم التوصل الى اتفاق حول الأسرى قبل رمضان وادخال المساعدات الانسانية الى غزة لذلك تظهر الحاجة الى وقف فوري لإطلاق النار"، مشيرا الى انني "سوف أناقش اليوم مع المسؤولين الوضع السياسي والأمني في لبنان ونعلم أن لبنان يواجه تحديات كثيرة على جميع الاصعدة السياسية والاقتصادية. ونقدر ثقل العبء الذي يتحمله باستضافة هذا العدد الكبير من اللاجئين السوريين ويمكنكم الاعتماد على دعمنا وصداقتنا. وقد قدمنا ٢٠ مليون يورو منذ ٢٠٢٠ للمجتمعات المضيفة للنازحين. وهذا عبء ثقيل جدا عليكم وستبقى النمسا من الداعمين الثابتين للبنان".

وردًّا على ما نقلته CNN عن الإدارة الأميركية حول التخطيط لتوغل بري إسرائيلي في لبنان نهاية الربيع المقبل، لفت شالينبرغ الى انني "زرت كلا من تل ابيب، رام الله، القدس وعمّان وتحدثنا عن الوضع شمال إسرائيل لذا أقول إن الجميع مسؤول عن عدم التصعيد. وما يحصل الآن تصعيد طبيعي محدود نوعا ما ونحرص على عدم تخطيه حدود معينة، لكن ما لا تريده النمسا هو اتساع رقعة النار والمعاناة. نعتقد ان المنطقة شهدت ما يكفي من الدمار والوحشية ونحاول حل المشاكل القائمة حاليا ولا نريد مشاكل جديدة".

بدوره، اوضح بوحبيب ردّا على سؤال "حزب الله" وقرار مواجهته اسرائيل، "إن إسرائيل ما تزال محتلة لأراضٍ لبنانية منذ 1967 والقانون الدولي يسمح بمقاومة المحتل، لذا ناقشت مع الوزير شالينبرغ أهمية التوصل الى اتفاق شبيه بالاتفاق البحري الذي وقع عبر التفاوض غير المباشر مع اسرائيل على ان يكون هذه المرة لإظهار الحدود البرية، وتعيد اسرائيل من خلاله الاراضي اللبنانية التي احتلتها وتعترف بأنها لبنانية، عندئذ تُحَل مشكلة حزب الله".