اشار المكتب الإعلامي لرئيس "لقاء الهوية والسيادة" الوزير السابق يوسف سلامه، الى ان "في الوقت الذي كان لقاء الهوية والسيادة يعقد في بكركي مؤتمره العام لشرح ومناقشة وثيقته الوطنية، رؤية جديدة للبنان الغد، دولة مدنية لامركزية حيادية، كان رئيس مجلس الحكماء في اللقاء الدكتور محمد السماك يقدم الوثيقة في الفاتيكان إلى الكاردينال بارولين ليضعها بدوره بمتناول وتصرف قداسة البابا فرنسيس. فاقتضى التصويب".

ولفت العميد محمد شيا، الى انني "أود أولا أن أنوه بفتح البطريرك الراعي أبواب الصرح البطريركي لهذه الجلسة الحوارية الضيقة، وهذا ليس غريبا على تاريخ البطريركية، والصرح، فهما كانا على الدوام الملتقى للبنانيين في توجهاتهم كافة، يتبادلون بكل صراحة أفكارهم وهواجسهم، وينتهون، ولو من دون توافق نهائي، على أن للبحث صلة والنقاش مفتوح، وهو ما عبر عنه البطريرك في كلمته الافتتاحية".

ورأى أن "كل الاعتراضات التي جرى رفعها ضد هذا البند أو ذاك في وثيقة اللقاء، كانت متسرعة وظلمت كثيرا الوثيقة. أما سبب الظلم، ولو عن حسن نية، هو أن الاعتراضات تلك وقعت منهجيا، كما نقول في النقد، في ثغرة واضحة هي كما يلي: هم جميعا يعترضون انطلاقا من التفاصيل اليومية الجارية حولنا، وفيها من الصعوبات ما فيها. الوثيقة لا تهمل ما يجري الآن ويوميا من صعوبات وتعقيدات ومشاكل، لكنها ترى وعلى نحو جريء جدا، وخارج المألوف، أن معالجة هذه الصعوبات لا تكون من داخل الصعوبات، ولا باستبدال هذا الطرح الجزئي بطرح جزئي آخر، بل بمعالجة جذرية من خارج المشاكل اليومية، وعلى أساس أن معالجة ما يجري من خلال ما يجري قد جربناه منذ 1990 إلى اليوم ومن دون أن نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام.

مشروع الوثيقة بصراحة، كما نقول في النقد الثقافي، هو تفكير من خارج الصندوق، from outside the box، وهو ما ينفع وما نحتاجه.وهذا أمر يحسب للذين حضروا الوثيقة، وبرأيي لن يستطيع أي تفكير مستقبلي في معالجة مشكلاتنا الأساسية أن يتجاوز الوثيقة هذه أمر أخير، من وجهة عملية:ما من جهة أو سياسي إلا ويقول أن التغيير ضروري للصيغة، ولا أقول للميثاق الوطني الذي سيبقى حجر الأساس في قيام لبنان الواحد المتنوع في آن معا.

إذا كان التغيير أو التطوير ضروريا، فكيف نغير؟ على طريقة انقلابية وباستخدام العنف، واللبنانيون جربوا ذلك، ولن يعودوا إلى الطريقة تلك أبدا.إذ لم يكن بالانقلاب، فكيف؟

الأحزاب تطرح برامج كاملة، بديل للنظام الحالي، أو لأجزاء منه. طيب، لا برنامج يتفق مع برنامج آخر، لأسباب كثيرة، فكيف نخرج من هذا التناقض؟".

واضاف، "الوثيقة تطرح وللمرة الأولى مشروعا تغييريا حقيقيا، وجذريا، وأكثر تقدما بكثير من البرامج الأخرى، وعلى نحو لم يسبق له مثيل، والوثيقة أكثر من ذلك تطرح طريقا سلميا تدريجيا للتغيير والتطوير. يتوجب قراءة الوثيقة جيدا، ولا بأس من الملاحظات واقتراحات التعديل لبعض ما فيها، لكن كل ذلك لم يكن ليرى النور لو لم يكن هناك وثيقة. من جديد شكرا للتجديد الوطني الجامع والجريء الذي جاءت به وثيقة لقاء الهوية والسيادة".