لفت مصدر ​لبنان​ي واسع الاطّلاع لصحيفة "الأنباء" الكويتيّة، إلى أنّ "هناك قناعةً دوليّةً بدأت تتشكل، مفادها أنّ الملف الرئاسي لن ينجز بإرادة لبنانيّة داخليّة، إنّما بقرار دولي صارم، لأنّ أيًّا من الأفرقاء ليس مستعدًّا للتّنازل من أجل الوطن والشّعب الّذي يئنّ من أخطر أزمة يمرّ فيها بتاريخه الحديث".

وأوضح أنّ "​اللجنة الخماسية​ قد تعدل من آليّة تحرّكها، إذ سيكون محور البحث لاحقًا هو السّبل الكفيلة بإخراج الملف الرّئاسي من الدّائرة المفرغة، والبدء بخطوات عمليّة تواكبها اللّجنة، من خلال التّدخّل كلّما دعت الحاجة لتذليل العقبات، مع التّركيز على أمر أساسي وهو الفصل الكلّي بين ​رئاسة الجمهورية​ والحرب على ​غزة​ وتداعياتها".

وفي سياق الحركة الدّوليّة باتجاه لبنان، أشار المصدر إلى "الزّيارة المتزامنة لكلّ من مستشار الأمن القومي ومدير جهاز المخابرات القبرصيّة تاسوس تزيونيس على رأس وفد، والمدير العام لجهاز المخابرات الوطنيّة اليونانيّة السّفير ثيميستوكليس ديميريس على رأس وفد، حيث بحثا مع القيادات السّياسيّة والأمنيّة في مكافحة الهجرة غير الشّرعيّة عبر المتوسط، وركّزا أيضًا على ملف ​ترسيم الحدود البحرية​".

وبيّن أنّ "الجانب اللّبناني لمس إلحاحًا على إنجاز التّرسيم بالسّرعة القصوى، وكان الجواب اللّبناني انّه على كامل الاستعداد للمضي في هذا الملف، إلّا أنّ البتّ النّهائي به يقتضي وجود رئيس للجمهوريّة، الّذي يعود له وفق نصّ المادّة 52 من ​الدستور​ التّفاوض على عقد وإبرام المعاهدات والاتفاقات الدّوليّة".

أمّا في جديد الرّسائل الدّوليّة للبنان، فكشف أنّ "التّحذيرات المتواصلة للبنان من مغبّة الاستمرار في فتح الجبهة الجنوبيّة من قبل "​حزب الله​" مستمرّة، وآخرها ما سمعته قيادات لبنانيّة من أنّه كلّما اقتربت الهدنة في قطاع غزة، اقتربت موجة التّصعيد الجنوني ال​إسرائيل​ي، لأنّ رئيس الحكومة الإسرائيليّة ​بنيامين نتانياهو​ أبلغ الموفدين الّذين زاروا تل أبيب، بأنّه لن يوقف العمليّات الحربيّة في لبنان إلّا بموجة مكثّفة من القصف الجوّي والصّاروخي الّذي سيستهدف بنك أهداف محدّد يتّصل بالبنية التحتيّة لـ"حزب الله"، والمتمثّلة بالمواقع والمراكز العسكريّة والمؤسّسات التّابعة له والأماكن الّتي يشغلها قياديّون وكوادر؛ مع الحرص على تحييد المدنيّين".

من جهتها، أفادت مصادر متابعة لصحيفة "الجريدة" الكويتيّة، بأنّ "في الأيّام الماضية، زار مسؤولون غربيّون على صلة بمتابعة الملف اللّبناني إسرائيل، وعقدوا اجتماعات مع المسؤولين هناك، في سبيل البحث عن تخفيف التّوتّر"، لافتةً إلى أنّ "هؤلاء المسؤولين نقلوا رسائل واضحة إلى لبنان، بأنّ الأجواء في إسرائيل تصبح أكثر سلبيّة، وأنّ مهلة الوصول إلى اتفاق سياسي بدأت تضيق جدًّا، خصوصًا أنّ الإسرائيليّين غير قادرين على تحمّل استمرار المواجهات واستمرار تهجير سكان المستوطنات الشّماليّة، بدون القيام بأيّ ردّة فعل".

وذكرت أنّ "الرّسائل الّتي نُقلت تشير إلى أنّ تل أبيب مصرّة على تحقيق أهدافها، إمّا بالسّلم وعبر المفاوضات الدّبلوماسيّة وإمّا بالحرب، وأنّ خيار الحرب يتقدّم".