حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أجهزة الأمن الإسرائيلية من أن تصعيدا أمنيًّا في الضفة الغربيّة المحتلّة، عشيّة شهر رمضان الذي يحلّ الأسبوع المقبل؛ سيصعّب تحقيق أهداف الحرب على غزة.

جاء ذلك بـ"وثيقة داخليّة" بعثها غالانت إلى لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، ورئيس الموساد دافيد برنياع، ورئيس جهاز الأمن الإسرائيلي العامّ "الشاباك" رونين بار، ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، وإلى أعضاء "كابينيت الحرب" بمن فيهم رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، بالإضافة إلى الوزيريْن بيني غانتس وغادي آيزنكوت، بحسب ما أوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت".

وأورد غالانت في الوثيقة عدة بنود، أكّد أنها عوامل تلعب دورا في زيادة التوتر، و"حساسية" الأوضاع في رمضان، وهي: اتساع نطاق "الحوادث الإرهابية"؛ وانتشار "التحريض" عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وإجراءات مضادَّة واسعة من قِبل قوات الأمن الإسرائيلية، وتدهور الوضع الاقتصادي في الضفة، بسبب تواصُل منع دخول عمال إلى إسرائيل، وضعف الآليات الأمنية لدى أجهزة السلطة الفلسطينية، بسبب احتجاز أموال من قِبل تل أبيب.

كما لفت إلى "التصريحات غير المسؤولة" الصادرة عن أحزاب ومسؤولين، بشأن المسجد الأقصى المبارك، استعدادًا لشهر رمضان، في إشارة إلى وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير.

وبحسب مصادر لم يسمّها التقرير، فقد قال غالانت التحذيرات ذاتها في وقت سابق في عدة اجتماعات مُغلَقة، "لكنه يحذّر الآن منها كتابيًّا، وفي تداول واسع نسبيًّا".

وتتناول الوثيقة ضرورة اتخاذ خطوات في إطار استعدادات الأجهزة الأمنية لتصعيد محتمَل في الضفة. وكرّر غالانت أن القدرة على مواصلة الحرب، حتى تحقيق الأهداف الإسرائيلية في قطاع غزة، تعتمد إلى حدٍّ كبير على درجة الاستقرار الأمنيّ ​​في الضفة الغربية.

وذكر غالانت في الوثيقة أن "التصعيد سيجعل من الصعب علينا مواصلة تركيز الجهود، وتنفيذ مهامّ الجيش الإسرائيليّ لتحقيق أهداف الحرب، بسبب الحاجة إلى تحويل القوات إلى يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة) من قطاعات أخرى (في غزة ولبنان)". وجاء في الوثيقة أن تصعيدا أمنيًّا ​​في الضفة، يصبّ في مصلحة حركة حماس، وإيران كذلك.

وأشار غالانت إلى أن مسؤولين أمنيين، قد حذّروه مؤخرًا من ما وصفه تقرير "واينت" بـ"واقع إشكالي" في الضفة "قد يخرج عن نطاق السيطرة"، موضحا أن "شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" والشاباك، قد زادا من القيام بذلك، ووصفاه بأنه إنذار إستراتيجيّ ضدّ اندلاع فورة عنيفة في المنطقة".

وذكر غالانت أن "هناك احتمالا حقيقيًّا لتدهور وتصعيد غير ملحّ في الضفة الغربية المحتلة وفي جميع أنحاء إسرائيل، والذي سيؤدي إلى تحويل الموارد من غزة، بطريقة تضرّ بقدرتنا على تحقيق أهداف الحرب".