أكّد متروبوليت بيروت وتوابعها للرّوم الأرثوذكس المطران ​الياس عودة​، أنّ "من أراد اتّباع تعاليم ​المسيح​ والسّير بحسب مشيئته، عليه أن يكرّم الله في وجه كلّ إنسان"، متسائلًا: "أليس هذا واجب كلّ مسؤول أيضًا، أن يحسن تجاه وطنه بحسن معاملته لكلّ مواطن؟ أليست دعوة إلى المساواة بين النّاس، وإلى خدمة الوطن عبر خدمة كلّ مواطن؟ وهل من خدمة أفضل من تأمين العيش الكريم للمواطن في وطن آمن ومستقر؟".

ولفت، خلال ترؤّسخ خدمة القدّاس في كاتدرائيّة القديس جاورجيوس في بيروت، إلى أنّ "المواطن يئن وذوي السّلطة يعيشون في عالم بعيد عن الواقع، في غياب رئيس لم يرَ النّواب ضرورة لانتخابه"، مشيرًا إلى أنّ "ما شجّعهم على ذلك، تقاعُس المواطنين عن القيام بواجب مساءلتهم ومحاسبتهم. فعندما يقترع إنسان لنائب، فلأنّه اقتنع ببرنامجه وصدّق وعوده".

وتساءل المطران عودة، "أليس من واجبه بعد حين مساءلته حول ما وَعد به؟ أليس هذا من صميم الحياة الدّيمقراطيّة؟ لذا حاسبوا نوّابكم لتقويم أدائهم. حاسبوهم على تقاعسهم في أداء واجباتهم الّتي يفرضها الدستور، وأوّل هذه الواجبات انتخاب رئيس للبلاد"، سائلًا: "هل حاسب مواطن نائبًا على تخلّفه عن أداء هذا الواجب؟".

وركّز على أنّ "قول كلمة الحق أو القيام بعمل يرضي الضّمير، هو عمل ضروري في حياة الوطن. الشّهادة للحقّ، احترام عمل ​المؤسسات الدستورية​ وإبعادها عن التّجاذبات السّياسيّة، تحاشي النّقاشات العقيمة، المراقبة والمحاسبة، إدانة المحسوبيّة والزّبائنيّة والاستزلام و​المحاصصة​ والتّعطيل والتّسلّط والتّطرّف، هي أمور بديهيّة عند مَن أراد بناء دولة، لكن يبدو ألّا إرادة إصلاح حقيقيّة في ​لبنان​ ولا أحد يريد بناء الدّولة".

كما شدّد على "أنّنا بحاجة إلى رجال دولة لا إلى مصطادي سلطة يستغلّونها لقهر النّاس وإتمام مصالحهم. نحن بحاجة إلى رجال دولة يحكمون لبنان بحكمة وتجرّد، يحافظون عليه سيّدًا حرًّا مستقلًّا، ولا يسمحون بأيّ تدخّل أو وصاية أو استتباع"، مبيّنًا أنّ "كلّ يوم يمر يزيد حجم الأزمة والوقت لا يُستعاد. الوقت يمرّ ويمضي، وهجرة الأدمغة تزيد، وغير اللّبنانيّين يتكاثرون؛ وقد لا يبقى لبناني ليطبّقوا سياساتهم الفاشلة عليه".

وأضاف عودة: "أملنا في أحد الدّينونة، أن يفحص كلّ نائب وزعيم وحاكم ضميره، ويدين نفسه ويقوّم سلوكه، لكي يسمع صوت الرّبّ قائلًا له: أدخل إلى فرح ربك".