اشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب خلال رسالة الصوم، الى انه "بينما العدو يتربّص ببلدنا الشرّ ويمارس العدوان والقتل يمارس بعض الداخل فعل التهويل والتثبيط والتشويه والاتهام، ومن الواضح أن هناك ​سياسة​ مرسومة نجحت للأسف أن تطفو على السطح في العالم العربي بعد سقوط الاتحاد السوفياتي في الذهاب إلى الاستسلام للغرب ولواجهته الكيان الصهيوني التي تخضع لمنطق موازين القوة المادية بعيداً عن موازين الايمان وقدرات شعوبهم على الصمود والمواجهة وتغيير الواقع".

واعتبر ان "هؤلاء في الداخل اللبناني جزء لا يتجزأ من هذا الواقع المهزوم نفسياً الذين لا يقدّمون أيّ موقف إيجابي حتى على المستوى السياسي الداخلي بالاستجابة للدعوة الى التوافق لتفعيل المؤسسات الدستورية وتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، وليس ذلك إلا لإضعاف الموقف اللبناني أمام التحديات ومنها العدوان الإسرائيلي، ولذلك يلجأون إلى إثارة المخاوف الطائفية كستار للاستمرار في سياسة الانهزام والاستسلام، وهو ما يدعوهم إلى التأليب على قوى المقاومة والحروب الاعلامية والنفسية عليها إنهاءً للقضية الفلسطينية والى الأبد استمراراً لكل المرحلة السابقة من إثارة الحروب الطائفية وهي تقف اليوم تتفرّج على مذبحة الشعب الفلسطيني وقتله بالجوع والعطش والمرض".

ولفت الخطيب الى ان "الشعب الفلسطيني العظيم ثَبَت بصبره وتضحياته التي لا نظير لها وقواه المقاومة في معركة طوفان الاقصى مع الجبهات المساندة في لبنان واليمن والعراق وسوريا وأُحبط الاهداف الغربية وهذا ما دعا الولايات المتحدة إلى اقتناص الفرصة في محاولة امتصاص نقمة شعبها وشعوب العالم في محاولة لتبرئة نفسها من المسؤولية من الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني والالتفاف على مطالبه واختصارها بأنها مجرد قضية إنسانية لتجاوز المطلب الأساسي في التحرّر وانهاء الاحتلال. وهو ما سيفشله الشعب الفلسطيني رغم شدّة الألم والمعاناة والتضحيات الكبيرة ولكن النصر لاحت علائمه والنصر يا أحبتنا مقرون بالصبر والنصر صبر ساعة".

وتمنى الخطيب أن يكون شهر رمضان المبارك شهر الانتصار الكبير على الذات وتحقيق التوافق الداخلي لملء الفراغ في المؤسسات الدستورية وتفعيلها لتوحيد الموقف الوطني ومواجهة تداعيات الحرب العدوانية على لبنان وشعبه والانتصار على الأعداء، وأن يكون شهر الفرج للشعب الفلسطيني ولغزة الصابرة المضحّية وأن يكون شهر انتهاء الصمت العربي المدوي بالخجل والخزي والعار.