أشارت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنه منذ سقوط المسجد الأقصى أسيراً عام 1967 وهو يعاني يومياً الانتهاكات والتدنيس، ومحاولات التهويد مثله مثل بقية الأرض الفلسطينية، وتحوّل إلى هدف للمتطرفين للصلاة داخل حرمه وأداء الطقوس الدينية وتقديم القرابين، كمقدمة لبناء الهيكل الثالث المزعوم الذي تصاعدت وتيرة الدعوة لبنائه مع حكومة بنيامين نتانياهو الحالية التي يشارك فيها اثنان من عتاة العنصريّين فيها، هما وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن إيتمار بن غفير الذي دعا إلى منع الفلسطينيين من الصلاة في المسجد خلال شهر رمضان.

ولفتت إلى أن هذه الدعوة أثارت غضباً واسعاً في العالمين العربي والإسلامي، باعتبارها دعوة لحرب دينية تشكل تتمة للإبادة التي تقوم بها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة، والتي أدت حتى الآن إلى قتل أكثر من 31 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى دمار شبه شامل لمدن وقرى القطاع، مع حملة تجويع غير مسبوقة في التاريخ المعاصر لأكثر من مليون ونصف المليون مواطن.

وأوضحت أن المسجد الأقصى في رمضان صار تحت رحمة أعتى المتطرفين، فيما اتخذ الجيش الإسرائيلي أكثر الإجراءات العسكرية تشدداً وعنفاً ضد الفلسطينيين؛ لمنعهم من أداء الصلاة في المسجد، أو تقليص عددهم قدر الإمكان، حيث تم نشر 24 كتيبة و20 سرية ووحدتين خاصتين، بالإضافة إلى 5 آلاف جندي احتياط من مستوطنات الضفة، أي ما مجموعه أكثر من 15 ألف جندي.

وأشارت إلى أن كل هذا الحشد العسكري هدفه منع أهل فلسطين من المسلمين من الصلاة في المسجد، خوفاً من اتساع رقعة المقاومة في الضفة الغربية وتحولها إلى انتفاضة جديدة قد تكون امتداداً وظهيراً لقطاع غزة، وهو ما يثير مخاوف الجيش والمؤسسات الأمنية مثل "الشاباك" و"الموساد" التي أوصت الحكومة بالتخفيف من القيود، وعدم الاستماع إلى مطالبة بن غفير بمنع الصلاة في المسجد، لأن ذلك "يؤدي إلى عواقب خطِرة"، لذلك اتخذ نتانياهو قراراً بأن اقتحام المسجد لا يتخذ إلا بموافقته، ومع ذلك لم تسمح القوات الإسرائيلية بدخول المسجد مساء أمس الأول، بعد الإعلان عن موعد شهر رمضان إلا لمن هم فوق سن ال 40، حيث تم منع مئات المصلين من العبور من عدة بوابات للمسجد، واعتدت عليهم بالضرب.