غيّرت الأزمة الإقتصادية الكثير من العادات والتقاليد لدى اللبنانيين خصوصاً للصائمين في شهر رمضان، ففي الماضي كانت العائلة تجتمع على مائدة تضمّ أصنافاً كثيرة وعديدة من المأكولات وصولاً الى الحلويات والعصير... منذ بداية الأزمة إختلف الحال والسبب يعود الى التكلفة الكبيرة التي سيتكبدها ربّ العائلة يومياً خلال رمضان.

إضافة الى المصاريف غير الاعتيادية للمائدة هناك أيضاً "موضة" لدى أصحاب المحال ألا وهي رفع الأسعار، خصوصاً الخضار مع بداية شهر الصوم ولا أحد يدري السبب، فهل يعقل مثلاً أن يبلغ سعر كيلو الخيار قبل يومين من الصيام 60 الف ليرة وبعد يومين يباع بسعر يصل الى 150 ألف ليرة... هذه ليست قصّة خيالية ولا تكهنات هذه وقائع حصلت هذا العام وتحصل دوماً.

ليس صحيحاً أن عادات صنع العديد من الأصناف في رمضان إختفت إذ لا يزال هناك من يقوم بتحضير العديد من الأطعمة، وفي المقابل هناك من حصر إفطاره بطبق واحد. وفي هذا السياق يشرح الشيف عماد معراوي عبر "النشرة" أن "العادات والتقاليد الرمضانية لا تزال هي نفسها ولا تزال العائلات تجتمع حول المائدة الرمضانية ولو مع بعض الاختلاف".

يشير الشيف عماد الى أنه "يفترض أن يتواجد على المائدة العصير، فإما يكون "الجلاب"، او "قمر الدين". واذا كان السؤال لماذا هذه الأنواع من العصائر، فالجواب لأن الصائم لا يجب أن يتناول أي شيء فيه نوع من المشروبات الغازيّة، إضافة الى العصير هناك "الشوربة" ويُمكن أن نختار بين "شوربة العدس" أو الخضار، والأفضل هو اللجوء الى الاولى، كذلك هناك الفتوش وهو طبق مهمّ جداً على المائدة في هذا الشهر الفضيل"، ويلفت الشيف عماد الى أن "البعض يلجأ خلال الإفطار الى وضع بعض أنواع "المازة" كالمعجنات والسبانخ، حتى يستطيع الصوم لفترة طويلة، بينما البعض الآخر يلجأ الى أنواع أخرى من المأكولات وهي عادة ما تكون بالزيت كـ"اللوبياء" وغيرها لأنها تساعد الأمعاء على هضم الطعام بسرعة".

"نصل الى الطبق الرئيسي الذي يتضمّن الأرز". وهنا يلفت الشيف عماد الى أن "بعد تناوله يستطيع الصائم البقاء فترة طويلة دون طعام، ويفضل في هذه الفترة تناول اللبن والابتعاد عن الأطعمة التي تصيبه بالعطش كالسمك أو البهارات".

أخيراً، لا يجب أن ننسى الحلويات التي تقدّم على الموائد الرمضانيّة والتي يمكن أن تكون كالكلاّج أو "حدّة" رمضان. ويشرح الشيف عماد أن " المعدل الوسطي لمائدة رمضان تُطعم ستة أشخاص تبلغ حوالي 5$ للشخص الواحد، مما يعني أن العائلة تحتاج الى 30$ يومياً للإفطار رمضان أي ما يعادل 2.500.000 ليرة لبنانية".

في الخلاصة فانّ الكلفة المادية للافطار ليست ببسيطة في ظل غياب رقابة الدولة النائمة والـ"مطنّشة" عن أوجاع المواطنين، اضافة الى أن الاخطر الأكبر يكمن بجشع التجار الّذين ينتظرون مواسم الصيام لأي طائفة ويلجأون الى رفع الأسعار.