أشارت صحيفة "عكاظ" السعودية إلى أنه قبل عقد من "طوفان الأقصى"، الذي تحول إلى كارثة مأساوية للفلسطينيين، افتعل قادة الحركات الإسلاموية في القطاع حرباً عبثية مع دولة الكيان الصهيوني، وقبل أن تتوقف العمليات العسكرية أخذ قادة حماس في قطر والقاهرة يطلقون التصريحات ويتحدثون عن الانتصار الذي حققه الشعب الفلسطيني على العدو في حرب لم تتجاوز الخمسين يوماً، خسرت فيها حماس الكثير وأصبح ما يقارب نصف المليون من سكانها بلا مأوى".

واعتبرت أن "حماس لم تتعلم شيئاً، فها هي وبعد عشر سنوات تعيد تكرار نفس "الخطأ" الكارثي مرة أخرى، الأمر الذي يجعلك تصنفه في خانة "الخطيئة" لا الخطأ. فكانت الفاجعة أكبر مشاهد قاسية مؤلمة، شهور من القتل والجوع والتشريد والتنكيل. ويكفي المرء حزناً أن تصوم غزة الجائعة ولا يجد أهلها المنكوبون بحماس ما يسد جوعهم وسط حرب لا تعرف الرحمة".

وفي حين سألت: "أي جدوى من هذه المقاومة التي تحصد أرواح مواطنيها المدنيين في كل مرة؟"، رأت أن "حماس خسرت هذه المعركة بكل المقاييس العسكرية والسياسية، مثلما خسرت كل معاركها السابقة والشعب الفلسطيني هو من يدفع ثمن فاتورتها من دماء وأرواح ومستقبل أبنائه".

وأضافت: "مؤكد، دفعاً لأي التباس أو سوء قراءة وتقدير من قبل المضحوك عليهم، بأننا لسنا ضد سلاح المقاومة الفلسطينية، فلا يمكن لأحد أن يجرّد الشعب الفلسطيني من حقه في استرداد وطنه، ولكن داخل إطار الحرب الفلسطينية الكبرى لتحقيق الهدف المقدس النهائي وهو استعادة الوطن والحق في الحياة بكرامة وحرية مع تقدير قوة العدو والإعداد الجيد والمستطاع له بعيداً عن ركوب ظهر حماس واستخدامها لتحقيق أجندة خاصة كوسيلة ضغط".

ورأت أن "القضية الفلسطينية التي لا يختلف اثنان على عدالتها، دخلت مع معارك حماس سوق المزايدات السياسة وحلبات الصراعات الطائفية والمذهبية، فاستحالت المعركة إلى معركة سياسية بين محاور إقليمية متشاكسة"، مشيرة إلى أن "ما يمكن تأكيده هو أن حماس ولإحكام قبضتها على قطاع غزة، جعلت من نفسها عنواناً أوحد للقضية الفلسطينية برمتها، وتصدرت بمواقفها وسلوكياتها السياسية في محيطها العربي والإسلامي كافة المشهد الفلسطيني، وأقصت إلى الظل ليس السلطة المعترف، بل ومهمشة كافة الفصائل الأخرى، وحشرها في زاوية ضيقة بين مطرقة الخيانة وسندان لافتة المقاومة".

وتابعت: "هذه هي آفة أيديولوجية الإسلام السياسي الإخواني، إذ يختزل الوطن في الأيديولوجيا الضيقة، يحشر المجتمع الفلسطيني بكل تنوعه قسراً في ماعونة الضيق ويفرض خياراته العدمية على الجميع".

واعتبرت أن "طوفان الأقصى يهدد الآن بتجريف قطاع غزة، وسيمتد تأثيره الكارثي المدمر ليشمل كل الأراضي الفلسطينية المعترف بها في المواثيق الدولية بعد قرار التقسيم"، مشيرة إلى أن "تداعيات طوفان الأقصى لم تتضح أبعادها بعد. فماذا لدى حماس من أوراق سياسية لتحقق الحد الأدنى من أهدافها من هذه العملية، إن لم نقل الحد الأدنى من خسائر كامل القضية الفلسطينية؟"

وأشارت إلى أن "خطأ حماس يدفع ثمنه الشعب الفلسطيني الذي يُقتل وتدمر منازله وبنيته التحتية فيخسر الخدمات الأولية للحياة كل مرة، ومع كل فشل مغامرة لهذه المقاومات يخسر المزيد من أراضيه التي تستولي عليها إسرائيل وتقيم المزيد من المستوطنات عليها دون أن تحقق للشعب الفلسطيني أي مصلحة أو عودة حق".