احيا مجلس الأهل في ثانوية مار يوسف للراهبات الأنطونيات زحلة حفلاً بيئياً تحت عنوان "الذي يزرعه الإنسان، اياه يحصد" في مسرح الثانوية، برعاية مدير عامة وزارة الزراعة المهندس لويس لحود، وببركة مجلس اساقفة زحلة والبقاع، حضره رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم.

واشار المطران ابراهيم، الى ان "الزراعة والبيئة هما جِزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية ومن نسيج العالم الذي نعيش فيه. إن الزراعة ليست مجرد وسيلة لتوفير الغذاء، بل هي عملية حيوية لاستدامة الحياة على هذا الكوكب. فكيف يمكننا أن نتحدث عن الزراعة دون الحديث عن البيئة؟ فالبيئة تشكل المسرح الطبيعي للزراعة، لأنها توفر الظروف المناسبة لنمو النباتات والحيوانات التي نعتمد عليها للحصول على الغذاء والمواد الخام الأساسية. فما نقوم به كبشر في تعاملنا مع البيئة يلعب دوراً هاماً في صحة الأرض وثباتها وصمودها أما تحديات التلوث الذي يهدد مستقبل كوكبنا البهي".

ولفت الى إن "الزراعة المستدامة واحترامَ البيئة وحمايتَها يتحقق من خلال استخدام تقنيات زراعية حديثة وآمنة وتقليل الاعتماد على المبيدات الكيميائية الضارة، كي نتمكن من الحفاظ على صحة التربة والتنوع البيولوجي. هذا الإدراك والوعي لأهمية البيئة والزراعة والطبيعة في ديمومة الحياة على الأرض يساعدنا على اتخاذ القرارات الصحيحة والمسؤولة في تعاملنا مع مواردنا الطبيعية. يجب ألا ننسى أننا جميعاً شركاء في الحفاظ على هذا الكوكب الجميل الذي نعيش عليه. فلقاء اليوم يصب في خانة التصويب نحو هذا الهدف السامي والمقدس".

وأكد إن "كل طالبٍ بيننا وكلَّ واحدٍ منا قادرٌ أن يلعبَ دوراً مهما في الحفاظ على البيئة، سواءً كان ذلك من خلال تبني ممارسات زراعية مستدامة أو من خلال دعم المبادرات البيئية. إن الطبيعة والبيئة ووطننا لبنان يحتاجون لرعايتكم وحبكم للأرض والتراب والماء والهواء الذين خلقهُم الله لنا. لا أحد يقدر أن يلوث وطَنهُ دون أن يلوث ذاته وعائلتَه وأهله. أما إذا استطعنا أن ننقي ذواتنا، فإننا دون أدنى شك سنتمكن من تنقية البيئة الطبيعية، ونتخلص من تلوث الطبيعة والمجتمع والسياسة والإدارة والمؤسسات وسائر الوطن".

بدوره، توجه لحود، الى الحضور قائلا "حفاظكم على البيئة وعلى الثروة الحرجية هو اساس في عمل لبنان"، داعيا ان "تتعاونوا مع الدولة ومع البلديات للحفاظ على الثروة الحرجية وفي زيادة المساحات الخضراء، وهنا اناشد القضاء وكنت قد تواصلت مع وزير العدل ومدعي عام التمييز القاضي جمال الحجار واتفقنا على الإسراع في اصدار الأحكام الصارمة بحق المعتدين على الثروة الحرجية لأنها تحمي ثروة لبنان الخضراء".

وذكر أن "اليوم وبعد نهاية هذا اللقاء سيكون لدينا توصيات بيئية تصدر من ثانوية راهبات القلبين الأقدسين. سيكون اعلاناً بيئياً لكل زحلة والبقاع ولبنان. ها الإعلان علينا العمل لأجله كل السنة عبر المنظمات والهيئات المانحة، عبر المجتمع الدولي، عبر البلديات والرهبانيات، الأديار والمجتمع المحلي من جمعيات واندية. الهدف الأول هو الحفاظ على الثروة الحرجية في البقاع وفي لبنان.

ثانياً: زراعة المساحات الخضراء وزيادة نسبتها، واستصلاح الأراضي الغير زراعية، فاليوم نحن بحاجة لزيادة مساحة الأراضي الزراعية. بعد ازمة 17 تشرين عرفنا قيمة الأراضي الزراعية. كنا في الماضي نستورد العديد من المواد لكن اليوم مع ارتفاع سعر صرف الدولار لم يعد بالإمكان الإستيراد واخراج العملة الصعبة من البلاد . علينا ان نزرع ارضنا لكي نؤمن الأمن الغذائي، ونؤمن حاجاتنا الأولية للمصانع الغذائية ونصدّر هذه الصناعات لأنها تدخل اموالاً صعبة الى البلاد. علينا ان نفكر بالإقتصاد المنتج، والزراعة هي عامود اساسي في الإقتصاد المنتج. ثالثاً: التعامل مع موضوع تغيّر المناخ. رابعاً: ان يكون لدينا في المدارس مباريات لتقديم افضل المواضيع حول عنوان " ما يزرعه الإنسان، اياه يحصد"، سنحاول ادخال المجتمع الدولي لدعم هذه المبادرات. خامساً، مع الكنيسة الممثلة بالرهبانيات يجب ان يكون لدينا تعاون ببركة مجلس الأساقفة لتنحقيق هذه المبادرة البيئية. سادساً، نحن نعيش بين سلسلتي جبال لبنان الشرقية والغربية، والله وضعنا في منطقة مميزة، وانا اتمنى بعد اطلاق هذه المبادرة ان يكون لدينا من الآن لغاية اذار القادم مشاريع تحقق هذه المبادرة. سنتنقل بين كل مدارس زحلة".