اشار النائب عماد الحوت الى انه "كنت قد قررت أن لا أشارك في النقاش الحاد حول التشييع وأمن العاصمة بيروت، خاصةً وأن المرض قد أتعبني في الأيام الماضية ومنعني من حسن متابعة الأحداث، ولكن أمام اتساع مساحة من تأذى من تعليقات الزملاء النواب، وأنا منهم، وأمام تصاعد لهجة الخطاب والخطاب المضاد، أجدني مضطراً للتأكيد بانه "ليس من حق أحد ولا من منهج الجماعة منع أحد من إبداء رأيه، ولكن عندما يكون الكلام في غير الوقت والظرف المناسبين، فإنه يعطي مفعولاً سلبياً كالذي حصل، ولو أن الزملاء النواب احترموا لحظة الشهادة في سبيل الوطن والجو العاطفي الذي يصاحبه عادةً، لكان ما رفعوه من شعار، كنا قد سبقناهم على رفعه، نقطة حوار جدي. ولكن تسرعهم في التعليق وصيغته اعطى انطباع ان الهدف ليس الشعار نفسه وإنما الدخول في لعبة تسجيل النقاط وابراز الحضور وهذا لا يليق في لحظة الشهادة وأربأ بالزملاء النواب أن يلجأوا اليه".

ولفت الحوت في بيان، الى انه "لا بد من التوضيح مجدداً بأن الجماعة لم يكن من منهجها او سلوكها يوماً أن تستقوي على أحد بقوة السلاح لأنها تؤمن بأن مكان السلاح هو في مواجهة العدو على الحدود، وأن في داخل المجتمع اللبناني ليس هناك عدو وإنما منافس أو صديق. وما حصل أثناء التشييع إنما هي ردة فعل آنية من رفاق الشهداء لإظهار ترابطهم مع الشهداء ومع القضية التي استشهدوا من اجلها، قد لا يتفهمها البعض، ولكنها من اعراف مجتمعنا الممارسة في مثل هذه اللحظات الوجدانية. والجماعة لم تكن يوماً أداةً لأي مشروع خارجي لا غربي ولا شرقي، لذا من المرفوض أن يلجأ الزملاء الى محاولة تشويه صورة الجماعة واتهامها باتهامات باطلة لا يقوم عليها دليل، وأدعوهم الى تأجيل التنافس على الجماهيرية الى ما بعد زوال خطر العدو، وإذا أصروا على ذلك فأدعوهم الى استخدام الأساليب الشريفة بعيداً عن الاستثمار وتسجيل النقاط والاتهامات الباطلة".

واعتبر الحوت بانه "لا اعتقد أن من المصلحة الوطنية الاستمرار في هذا السجال في لحظة يتعرض فيها الوطن لمخاطر حقيقية من عدو توسعي مجنون، خاصةً وأننا كلنا ضنينون بهذا البلد وكل واحدٍ فينا يتعامل مع هذا الخطر على طريقته ووفق امكاناته. أمّا وقد قمنا بتوديع أقمارنا الثلاثة بما يليق بالشهداء الذين قدموا أغلى ما يملكون في سبيل الدفاع عن الوطن، فإننا، أبناء الجماعة، سنعود الى تركيزنا المعهود على مشروعنا الثابت القائم على بناء الدولة ومؤسساتها بالشراكة مع المخلصين الصادقين من أبناء البلد، والمشاركة في الدفاع عن حدوده ومنع تغول العدو بما نستطيع ونملك من امكانات وبما نتمتع به من روح المسؤولية والحكمة في ذلك".