اشارت السفارة الاوكرانية في بيروت، في بيان الى انه "بعد انسحابها من جانب واحد من مبادرة حبوب البحر الأسود، سرقت روسيا ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية تبلغ قيمتها نحو مليار دولار، ولا تزال تستخدم الغذاء كسلاح. نتيجة للهجمات الروسية واسعة النطاق (منذ تموز 2023، تم استخدام 880 طائرة انتحارية بدون طيار وأكثر من 170 صاروخًا ضد البنية التحتية للموانئ في منطقة أوديسا وحدها)، تم تدمير أكثر من 300 ألف طن من الحبوب، وأكثر من 200 منشأة بالميناء، ولحقت أضرار بالبنية التحتية، وأصيب نحو 30 مدنيا. وقد أدى ذلك لانخفاض صادرات شحنات الحبوب إلى دول آسيا وأفريقيا وأوروبا بنحو 3 ملايين طن شهريا".

واكدت السفارة ان "أوكرانيا مستعدة لأن تظل الضامن للأمن الغذائي العالمي، لأن حياة حوالي 400 مليون شخص حول العالم تعتمد على تصدير الغذاء الأوكراني. بفضل الجهود البطولية للقوات البحرية الأوكرانية، أصبح من الممكن دفع السفن الحربية الروسية بعيدًا عن ممرات الشحن في البحر الأسود، واعتبارًا من آب 2023، تم استخدام طرق مرور مؤقتة للسفن المدنية من/إلى موانئ البحر الأسود في أوكرانيا. ومنذ ذلك الوقت، استخدمت أكثر من 1005 سفن هذا الممر البحري لإيصال المنتجات الزراعية الأوكرانية إلى 42 دولة. تم تصدير ما يقرب من 30 مليون طن من البضائع من موانئ بيفديني وأوديسا وتشورنومورسك، أكثر من 8 ملايين طن منها في شباط 2024 وحده. 80% من هذه الشحنات هي عبارة عن منتجات للمنتجين الزراعيين الأوكرانيين. ومؤخراً، وصل 7.6 ألف طن من الدقيق الأوكراني إلى السودان، وتم إرسال 26 ألف طن إلى نيجيريا. سبق ذلك تلقّي الصومال وإثيوبيا وكينيا واليمن دعمًا غذائيًا من أوكرانيا".

واوضحت ان "لبنان تقليديًا هو من بين المستهلكين الرئيسيين للحبوب الأوكرانية في الشرق الأوسط ولا يزال كذلك، ففي العام 2023، استوردت البلاد 422 ألف طن من القمح الأوكراني، و269 ألف طن من الذرة، و37 ألف طن من الشعير بقيمة إجمالية قدرها 112.1 مليون دولار أمريكي، وفقط في كانون الثاني 2024، استورد لبنان 41 ألف طن من الذرة (بحسب بيانات دائرة الجمارك الحكومية في أوكرانيا). ونتيجة لذلك، عاد حجم الصادرات من موانئ البحر الأسود ليبلغ فعليا كامل طاقته التي كان عليها قبل الغزو الواسع النطاق، إلا أن تحديث البنية التحتية للموانئ التي دمرتها الضربات الصاروخية الروسية من شأنه أن يزيد الكميات بمقدار الربع على الأقل.

وتابعت :"تقوم أوكرانيا، بالتعاون مع شركتي التأمين العالميتين MarshMcLennan وASCOT، بتنفيذ برنامج يهدف إلى خفض تكلفة التأمين ضد مخاطر الحرب لمصدري جميع المنتجات الأوكرانية. في شهر كانون الثاني الماضي، توجهت إلى موانئ منطقة أوديسا للتحميل أول سفينة مؤمنة ضد المخاطر العسكرية بموجب تأمين UNITY (0.75% من قيمة السفينة، وهي أرخص بكثير مما كانت عليه أثناء مبادرة البحر الأسود). المبلغ الإجمالي للتغطية في إطار هذا البرنامج هو 50 مليون دولار.

واضافت :"وفقًا لرئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي، فإن إحدى النتائج الملموسة لتنفيذ صيغة السلام التي اقترحتها أوكرانيا ستكون الملاحة الحرة والآمنة في البحر الأسود، وسيتم تحرير مياهه من العدوان المسلح الروسي. وعلى وجه الخصوص، تنص الفقرة 2 من الصيغة ("الأمن الغذائي") على توفير الملاحة الحرة والكاملة والآمنة في البحر الأسود وبحر آزوف، واستعادة سيطرة أوكرانيا السيادية على موانئها، وإنشاء موانئ جديدة وتوسيع نطاق مجموعة البضائع الأوكرانية المنقولة عن طريق البحر".

وشدد السفارة على إن "مسألة ضمان الأمن الغذائي والتغلب على الجوع تحظى تاريخيا بأهمية خاصة بالنسبة للأمة الأوكرانية التي نجت من الإبادة الجماعية بفعل المجاعة. فقبل تسعين عاما نفذ ستالين هذه الإبادة الجماعية، التي أطلق عليها تسمية "هولودومور"، أدت إلى موت 4.5 مليون أوكراني جوعاً. لذا فقد استخدمت روسيا بالفعل الجوع كسلاح، والآن تريد تكرار هذه المأساة على نطاق عالمي".

واكدت انه "لن تسمح أوكرانيا لأي شخص في العالم باستخدام الجوع كسلاح مرة أخرى في القرن الحادي والعشرين. لا يستحق أي شخص أو أي أمة أن يعانوا من سوء التغذية أو أن تكون قدرتهم على الوصول إلى الغذاء محدودة لمجرد أن روسيا قررت تسجيل نقاط سياسية أو شن حرب عدوانية ضد أحد أكبر منتجي الغذاء في العالم".