أشار مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، خلال رعايته حفل إفطار أقامته جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، الى انه "شهر رمضان يطل علينا هذا العام، ووطننا يعاني أزمات كثيرة، ما يحتم علينا تعزيز الألفة والمحبة والتضامن، وحشد كل الطاقات والجهود والإرادات الطيبة وما أكثرها ، للتبصر في شؤون البلاد والعباد لدرء مخاطر هذه الأزمات عن شعبنا وتحصين وحدتنا الوطنية من التصدع".

وأكد دريان، ان "دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية، في شهر رمضان وغير شهر رمضان، تعمل على وحدة الصف الإسلامي والوطني، وتوحيد الكلمة، ولم الشمل، تجمع ولا تفرق وتزرع الخير وتنثر ثماره في كل مكان ولا تنحاز إلا للقيم والمبادئ الإسلامية والوطنية".

وشدد أنه "رغم كل الصعاب، فإن مجتمعنا لا يزال متمسكا بهذه المبادئ، لأن المقاصد والجمعيات والمؤسسات الخيرية في كل لبنان، لم تتخل عن دورها المهم في أداء مهامها التعليمية والتربوية والطبية، ليبقى مجتمعنا متماسكا متآلفا متعاونا، فهي صمام الأمان فيه والحصن الحصين للوطن، والركيزة الداعمة للدولة ومؤسساتها".

ورأى أن "مد يد العون وتقديم المساعدة لمن يحتاج من أسمى الأعمال التي حث عليها الدين الحنيف، لما لها من أجر عظيم عند الله تعالى، لمن يقوم بها مخلصا لوجهه الكريم، فليس أجلّ من العطاء ومساعدة الغير تخفيفا من وطأة الأزمة الاقتصادية والمالية والمعيشية والاستشفائية التي لم يشهد لبنان مثلها من قبل. فالدولة التي نطمح للعيش والبقاء فيها هي دولة جميع اللبنانيين، الدولة التي هي مرجعنا الوحيد، وانتماؤنا يجب أن يكون إليها وحدها دون سواها، كي ننعم جميعا بالاستقرار والأمن والأمان ، والطمأنينة ورغد العيش" .

واضاف "لقد آن الأوان لتتضافر جهود كل القوى السياسية في بلدنا ، وتسير في الطريق الذي يوصل إلى حلول، ولا طريق للحلول المتوازنة، سوى الحوار المقترن بالعمل الصادق الدؤوب، ولا نزال نؤمن مع المخلصين بحتمية الحوار بين جميع مكونات هذا الوطن، أولا لانتخاب رئيس للجمهورية، ولتحصين وحدتنا الداخلية، لتزداد قوة ومنعة، ولتبقى ميثاقية عيشنا المشترك عزيزة متينة ، نقية من الشوائب التي تعتريها من حين إلى آخر" .

واعتبر دريان، أن "عجز القوى السياسية عن إنجاز الاستحقاق الرئاسي، رغم كل الجهود والمساعي المخلصة ومساعدة الأشقاء والأصدقاء أمر مقلق ومخيف للغاية، فإلى متى الانتظار والأخطار تداهمنا ؟ وإذا استمر وطننا بدون رئيس، فهذا نذير ببداية تفكك لبنان وفقدان كيانه" .