حصل عمر حرفوش، عازف البيانو والملحن، على جائزة العالمية من أجل السلام خلال حفل ضخم في باريس، وتسلم حرفوش جائزته من رئيس الرابطة العالمية لمناهضة العنصرية واللاسامية "LICRA" ديفيد كامينسكي، وبطريرك أنطاكية والقدس جيمس الثالث الذي أعلن أنه سيقلد حرفوش وسام جوقة الشرف البطريركية.

وقد حضر الحفل رئيسة الجمعية الوطنية الفرنسية يائيل براون بيفيت، ووزير التحول والخدمة المدنية الفرنسي ستانيسلاس غيريني، الوزيرة المنتدبة للأطفال والشباب والأسرة سارة الحائري، وزيرة المحاربين القدامى والذاكرة باتريشيا ميراليس، ووزير التربية الوطنية السابق جان ميشيل بلانكر.

وفي كلمة له خلال حفل توزيع الجوائز، أشاد ديفيد كامينسكي بشجاعة حرفوش الذي لا يضعف التزامه رغم العقبات. واستذكر أن رجل الأعمال الذي يناضل ضد فساد النخب اللبنانية، والذي انتقاما منه، بدأت محاكمته أمام المحكمة العسكرية في لبنان، التي اتهمته في عام 2023 بأنه "كان بحضور يهودي مؤيد لإسرائيل"، خلال مؤتمر نظم في مقر البرلمان الأوروبي في بروكسل. وتم إسقاط التهم منذ ذلك الحين.

وصرح رئيس الرابطة الدولية لمناهضة العنصرية واللاسامية أنه "في 12 حزيران 2023، رحب بنا مجلس الشيوخ الفرنسي لتكريم عمر حرفوش. ويجب أن أقول إننا وضعنا هذا الحجر الأول من النضال للدفاع عنه، وكانت المسيرة رائعة وسريعة، حتى تمكن عمر حرفوش من الذهاب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة. واليوم، أصبحت مخاوفه بشأن لبنان وراءه. أخيرًا، في عمل بسيط، تمكنا من إثبات أنه من خلال كوننا نشطاء بسطاء، رجالًا أرادوا الحوار والنضال، تمكنا من كسر كل هذه الحواجز. لذلك، إنه لمن دواعي سروري هذا المساء أن امنح عمر حرفوش هذه الجائزة الانسانية للعالمية. لماذا العالمية؟ لأن العالمية هي الاحترام والأخوة بين الرجال أينما أتوا".

بدوره، اعتبر حرفوش "إن رفض التحدث مع شخص ما لأنه يهودي أو مسيحي أو مسلم هو أمر معاد للسامية وعنصري، وأنا أرفض القيام بذلك على الرغم من أن لبنان يمنعنا التحدث الى واحدة من هذه الديانات ". . أنا لبناني، وأبقى لبنانيا، وأتحدى قوانين بلدي، التي أعتقد أنها يجب أن تتغير، لأن الإنسانية هي القانون العالمي".

ويدين عمر حرفوش بجائزته إلى كفاحه المستمر ضد معاداة السامية والعنصرية، وهي معركة خاضها بلا كلل على الرغم من العقبات العديدة، لا سيما من خلال جولة موسيقية عالمية دعا خلالها، برفقة العديد من موسيقييه، إلى رسالة السلام بين الشعوب.

ولد عمر حرفوش في طرابلس شمال لبنان، وقد شهد أهوال الحرب والكراهية بين الأديان خلال طفولته. كراهية استطاع عبر السنين أن يحولها إلى حب، كما أعلنها مؤخراً في إحدى حفلاته، إن البيانو الخاص به، الذي اختبأ تحته عندما كان صغيراً أثناء التفجيرات، يخدمه اليوم في نقل رسالته للسلام إلى جميع أنحاء العالم.