أشار العلامة السيد علي فضل الله، خلال خطبتي صلاة الجمعة، الى أن "المفاوضات لا تزال رهينة تعنت العدو الذي يرفض أي دعوة لإيقاف نزيف الدم والدمار. وذلك رغم المرونة التي أبداها ولا يزال يبديها المفاوض الفلسطيني، وهو يعلن جهاراً أنه سيواصل حملته العسكرية إلى رفح من دون أن يأخذ في الاعتبار وجود ملايين النازحين فيها الذين قدموا من مختلف أرجاء القطاع".

جدد فضل الله، دعوته للدول العربية والإسلامية، إلى أن "يعوا جيداً مخاطر تحقيق العدو أهدافه في غزة، والتي لن يكونوا بمنأى عن تداعياتها، في الوقت الذي نهيب بالشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم أن يبقوا أصواتهم عالية وأن يعوا أهمية هذه الأصوات وما أدت إليه في الضغوط على دولهم ومحاصرة هذا الكيان وتعريته".

وذكر أن "لبنان يشهد هذه الأيام تمادياً في العدوان عليه الذي وصل إلى أقاصي البقاع، واستهدافاً للمراكز الصحية والدفاع المدني، في وقت يستمر هذا العدو بممارسة التدمير المنهجي للبيوت في المناطق الحدودية، وهو لا يتوقف عن التهديد بتوسيع دائرة العدوان ليطاول العمق اللبناني والذي ينبغي التعامل معه بكل جدية والجهوزية لأية مغامرة قد يقدم عليها".

وأكد على "ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية وعدم السماح لكل ما يهدد هذه الوحدة سواء على الصعيد الطائفي أو المذهبي أو السياسي، والذي يستفيد منه العدو الصهيوني وهو من يسعى جاهداً إلى دق الأسفين بين اللبنانيين بكل طوائفهم ومذاهبهم".

وأضاف "لا ننكر وجود خلافات لبنانية حول مسائل عديدة سواء تلك التي تتعلق بالداخل في أسلوب إدارة البلد أو في النظر إلى ما يجري على الحدود الجنوبية، وقد يكون لها ما يبررها، لكن هذا لا ينبغي أن يزيد من الشرخ الداخلي ويؤدي إلى اصطفافات طائفية أو مذهبية أو سياسية، بل أن يدفع لتعزيز لغة الحوار التي تبقى هي السبيل الوحيد لمعالجة الإشكالات وإزالة الهواجس".

وشدد على "ضرورة الإسراع بالاستحقاقات إن على الصعيد الرئاسي أو الحكومي حيث لا يمكن أن يبقى البلد رهينة الفراغ في وقت أحوج ما يكون اللبنانيون إلى دولة ترعى شؤونهم وتقوم بمسؤولياتها تجاههم، بعدما أصبح واضحاً أن الحلول لما يجري في غزة أو على صعيد المنطقة لمن ينتظر لن تكون قريبة، بل نخشى أن تكون بعيدة المنال أو تأتي على حساب هذا البلد".