نظّم ناشطون بيئيون وجمعيات بيئية وعدد من أهالي بلدة كفردبيان، بحضور نائبي كسروان ندى البستاني وسليم الصايغ، ونائبة الشوف نجاة صليبا، ورئيس بلدية كفردبيان بسام سلامة، وقفة احتجاجية "ضدّ الجرائم البيئية الحاصلة بحق الأماكن الأثرية الطبيعية في بلدة كفردبيان"، وطالبوا بحماية محيط جسر الحجر الطبيعي ونبع اللبن في البلدة.

ولفت رئيس بلدية كفردبيان إلى أنّ "الإفرازات العقارية التي تحصل في المناطق، يجب أن تمرّ على المجالس البلدية قبل صدورها، لاستدراك أي تأثير بيئي لها"، مضيفًا "نطالب بإقامة مشاريع بيئية مع الأخذ بعين الاعتبار آراء الخبراء البيئيين، كي لا نضرب الاستثمارات من جهة، ونحافظ على الطبيعة من جهة ثانية، ولما لا نؤسس جمعية مؤلفة من الخبراء البيئيين ومجلس بلدية كفردبيان لمتابعة هذه المواضيع، وعلينا كبلدية أن نكون على مسافة جيدة من جميع الأفرقاء لتأمين المصلحة التي تخدم بلدتنا، ونطلب في حال منع أي مشاريع بناء في محيط جسر الحجر الطبيعي ونبع اللبن في كفردبيان، التعويض على المستثمرين".

في الإطار نفسه، شرحت النائبة صليبا، أنّ "جسر الحجر الطبيعي في كفردبيان مصنّف عالميا كمعلم بيئي تراثي، وبالتالي هو محمي بقوانين دوليّة يجب تطبيقها، وهذه المسألة لا نقاش فيها. كما أنّ في لبنان قوانين بيئية تحمي هذه الأماكن ومنها القانون 130 الذي يرعى المحميات، ويعتبر جسر الحجر الطبيعي من المحميات الأثرية، إلى جانب القانون الـ444، الذي يفرض بنود لحماية البيئة. وبالتالي إنّ القضية تحتاج إلى تطبيق فوري للقوانين لحماية هذا المكان". واقترحت صليبا "تأسيس لجنة مخصّصة لحماية جسر الحجر الطبيعي، وتصنيفه كمحمية، لمنع التعديات نهائيا عليه".

في سياق متصل، ذكّر النائب الصايغ أنّ "بلدة كفردبيان مصنّفة عاصمة للسياحة العربية الشتوية، ما يحتّم على أهالي كسروان وكفردبيان أخذ القرار حول أي سياحة يريدون. فإمّا نحوّل المنطقة إلى مكان بعيد عن ثقافتنا وتاريخنا وجمال طبيعتنا، ومنطقة تافهة فاقدة لخصوصيتها وفرادتها وهويتها، أو نحافظ على ما تبقى من تراثنا البيئي والطبيعي".

من جهتها شكرت النائبة البستاني الناشطين البيئيين "الحريصين على حماية طبيعة المنطقة"، واعتبرت أنّه "كان من المفروض منذ شراء الأرض من قبل المستثمرين، أن يذكر على السند العقاري أنّ المنطقة محمية بيئيا، وما نقوم به اليوم هو تصحيح أخطاء، والاستثمارات يجب أن تكون في أماكن أخرى في بلدة كفردبيان بعيدا عن المناطق الطبيعية المحميّة".

وشكرت البستاني المدعي العام البيئي القاضي فادي ملكون الذي أخذ قرارا بوقف الأعمال، "ونحن سنكمل مسيرتنا باجتماع سنعقده مع مدير عام التنظيم المدني، علي رمضان، يوم الاثنين لأخذ قرار بمنع أي نوع أشغال في محيط جسر الحجر في كفردبيان ونبع اللبن، وسنعقد اجتماعات مع جميع المعنيين من وزراء طاقة وبيئة وسياحة وثقافة".