مهما قيل أو ممكن أن يقال لاحقاً، ومهما حاول البعض رمي الإتهامات يميناً ويساراً على ​مديرية المخابرات​ في ​الجيش اللبناني​، تتابع الأخيرة تحقيقاتها لكشف حقيقة الجريمة البشعة التي أودت بحياة منسق جبيل في ​القوات اللبنانية​ باسكال سليمان، بعد خطفه وقتله على يد عصابة من السوريين المحترفين بسرقة السيارات وتهريبها الى الداخل السوري بهدف بيعها.

نعم، تتابع مديرية المخابرات في الجيش، وبإشراف لحظة بلحظة من قائد المؤسسة العسكرية ​العماد جوزيف عون​، التحقيقات لكشف الحقيقة كاملة لما حصل، وتوقيف من لم يتم توقيفه بعد من أفراد العصابة أكان متواجداً في لبنان أم في الداخل السوري، وصولاً الى إحالتهم الى ​المحكمة العسكرية​ وإنزال أشد العقوبات بحقهم.

وفي جديد هذه التحقيقات، مداهمة نفذتها قوة من مديرية المخابرات بعد ظهر الأربعاء الفائت في منطقة ​سد البوشرية​ وانتهت بتوقيف سوري خامس على علاقة بأفراد العصابة كان على تواصل دائم معهم. التحقيقات الأولية مع الموقوف الخامس في هذه القضية أكدت أنه لم يكن مشاركاً بعملية الخطف والقتل، لكن داتا الإتصالات كشفت سلسلة إتصالات بينه وبينه خاطفي باسكال سليمان في اليوم الذي نفذت فيه الجريمة.

ومن العناصر الجديدة ايضاً التي أظهرتها التحقيقات لدى مديرية المخابرات، تواجد عدد من المتورطين بجريمة قتل سليمان في الداخل السوري وابرزهم السوري فراس ميمو الذي كان أوقف في لبنان في الخامس من أيار 2023 على يد مخابرات الجيش لقيادته سيارة من نوع "رانج روفر" من دون أوراق. يومها سُلّم ميمو الى مخفر غزير في ​قوى الأمن الداخلي​ وبعد فترة وجيزة، تمكن من الفرار من مخفر غبالة مع الموقوف باسل علوش. فراس ميمو مع متورطين آخرين، تمكنوا من الفرار الى الداخل السوري وهم من تعمل مديرية المخابرات بالتنسيق مع ​السلطات السورية​ على توقيفهم وتسليمهم للبنان، كما سبق وحصل مع موقوفين آخرين متورطين بالجريمة ذاتها.

أضافة الى كل ما تقدم، أظهرت التحقيقات أن المجموعة التي خطفت وقتلت سليمان هي جزء من عصابة أكبر متشعبة ومقسمة الى مجموعات، ولكل مجموعة مهمة تقوم بها من الرصد والمراقبة الى تنفيذ عمليات سرقة السيارات، وصولاً الى نقل السيارات المسروقة الى الحدود لتسليمها الى مهربين يعمدون الى نقلها الى الداخل السوري عبر معبر غير شرعي، حيث تتولاها هناك مجموعة أخرى تنشط على صعيد بيع هذه السيارات المسروقة من لبنان بأسعار أقل بكثير من أسعارها الحقيقية كونها من دون أوراق، وأحياناً يتم بيع هذه السيارات بالقطعة بعد فرطها.

أخيراً وليس آخراً، كشفت التحقيقات في جريمة خطف وقتل باسكال سليمان أن إثنين من الموقوفين المتورطين كانا يحملان بطاقات هوية لبنانية مزورة، ما يعني أنه كان بإمكانهما المرور على أي حاجز للجيش أو قوى الأمن من دون أن يتمكن العنصر أو العسكري على الحاجز من كشف هويتهما الحقيقية وجنسيتهما.

إذاً، التحقيقات مستمرة، وهدف مديرية المخابرات هو الحقيقة والمحاسبة، هذا ما وعد به قائد الجيش عائلة سليمان وحزب القوات اللبنانية. والأمل، كل الأمل، بأن تهدأ النفوس منعاً لأي إنزلاق أمني يعيد عقارب الساعة الى الوراء.