نظمت الجمعية الطبيّة اللبنانية الأوروبية المؤتمر الطبي السنوي في باريس بعنوان "طبّ الحروب طب الأزمات" حضره أطباء فرنسيون معظمهم كان في الجيش الفرنسي وأساتذة وأطباء لبنانيون مشهود بخبرتهم، تمحورت المواضيع حول كيفية العلاج خلال الحروب وتحديداً: جراحة الصدر، جراحة زرع الأعضاء ، جراحة المفاصل والأعضاء، إصابات الرأس وارتجاجات الدماغ، جراحة الوجه والأنف، عمليات الزرع في الفم والأسنان بعد الحروب، الأمراض الجرثومية والمعدية في الأزمات ، الأمراض القلبية التي تسببها الحروب، علاج السكري في الحرب، أمراض الغدة الدرقية وآثار تشرنوبيل ، نتائج الإشعاعات والملوّثات، الآثار النفسية وكيفية معالجتها، آثار الفوسفور الأبيض، المضاعفات الجلدية.
افتتح المؤتمر بالنشيدين اللبناني والفرنسي، بعدها كانت كلمة لوزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الابيض ألقاها عنه رئيس الجمعية الطبية الدكتور ايلي حداد. وشدد الأبيض خلالها على تشجيع مبادرة الجمعية الطبية التي تهدف إلى إرسال وفد من أطباء العيون لإجراء عمليات ماء زرقاء، وهي مبادرة أولى سيبنى عليها، كذلك أثنى الأبيض على اندفاعة الأطباء اللبنانيين في الخارج لدعم صمود اللبنانيين في لبنان من الناحية الصحية وبذلك يؤكدون على تفانيهم الذي هو من صميم دورهم كاطباء، مشددا على "ضرورة إعلام الأطباء في الخارج عن مبادرة وزارة الصحة إلى زيادة التعرفة الطبية حوالي العشرة أضعاف والإسراع في تسديد المستحقات للأطباء ، مما يعزز صمود الأطباء في لبنان ويشجع الأطباء الذين هاجروا إلى العودة والعمل في وطنهم".
بعدها كانت كلمة رئيس الجمعية الطبيّة اللبنانية الاوروبية الدكتور ايلي حداد، تطرق خلالها الى المشروع المنوي أن تقوم به الجمعية والذي يتركز على ارسال وفد من أطباء العيون لاجراء عمليات ماء زرقاء في لبنان، شارحاً أن "الفريق الطبّي سيصل بيروت في أيلول المقبل وسيكون مستشفى سير الضنية هو المستشفى الأول الذي ستبدأ به هذه المبادرة." واضاف: "لن نتعاون مع الاطباء اللبنانيين ووزارة الصحة فقط على صعيد إجراء جراحات بل سنذهب أبعد من ذلك في التعاون لنساعد في تجهيز بعض مستشفيات لبنان بالطاقة الشمسية وسنبدأ بمستشفى البوار الحكومي، وسيقوم بتنفيذ هذا المشروع مهندسون في الطاقة فرنسيون وقد أحيلوا على التقاعد"، مشددا في ختام كلمته على أن "هدفنا في المشاريع التي نقوم بها هو مساعدة جميع اللبنانيين على حدّ سواء".
وفي الختام كانت كلمة للبروفسور نادي حكيم وهو ضيف الشرف، احد اشهر وألمع الأطباء الجراحين في لندن اختصاصي في زرع الأعضاء، وهو موسيقي ونحات.
تخلّل المؤتمر، محاضرة عن حماية الآثار في زمن الحرب مع الخبيرة جوان فرشخ ومحاضرة عن الأسباب التاريخية للحرب اللبنانية مع الدكتور فرنسوا بستاني وهو طبيب قلب ومؤرخ.
اختتمت أعمال المؤتمر بعشاء سنوي نظمته الجمعية اللبنانية الأوروبية لأكثر من 160 شخصاً من الأطباء وأعضاء الجالية اللبنانية في صالة الحفلات الكبرى في بلدية الدائرة الخامسة عشرة في باريس بحضور ممثل السفارة اللبنانية في باريس القنصل يوسف جبر وضيف الشرف البروفسور نادي حكيم الآتي من لندن وعدد كبير من الحضور من أعضاء الجمعية والجالية اللبنانية غصّت بهم القاعة. قدمت السهرة الفنانة كارين مكاري المعروفة بـ"كوكو مكمك" واحيا الحفل الموسيقي الفنان الشاب الصاعد والواعد ساڤيو هيكل.
