أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أن الاشتباكات اليومية تعكس طبيعة الصراع الصاخب الخافت مع إسرائيل على الحدود الجنوبية للبنان، فمنذ السابع من تشرين الأول الماضي لم تشهد الحدود بينهما هدوءا يذكر، في الوقت الذي يخشى فيه المواطن اللبناني السيناريو الأسوأ والمقابل في اتساع رقعة العمليات ودخول لبنان حربا شاملة مع إسرائيل في هذا التوقيت غير المناسب على جميع المستويات.

وأوضحت أن هذه الجبهة على الرغم من أنها ليست بالصخب الإعلامي الذي عليه الحرب في غزة فإنها مسرح لعمليات عسكرية يومية وتسببت في تدمير مظاهر الحركة السياحية على الشريط الحدودي جنوب لبنان وراح ضحيتها أكثر من 70 شهيداً من بينهم مدنيون ورجال إسعاف واطفال، وتمارس إسرائيل عدوانا على المنشآت في الجنوب باستخدام سلاح الطيران، مما أدى إلى نزوح أعداد كبيرة من أبناء الجنوب والحديث عن الخسائر داخل إسرائيل كبير لكن المعلومات من داخلها معدومة.

ولفتت إلى أن ​سياسة​ النفس الطويل هي عنوان هذه المعركة، التي تدور رحاها على خلفية المشهد المأساوى فى الأراضى الفلسطينية، معتبرة أن "حزب الله لا يريد حربًا كبرى وشاملة، في المقابل تتوسع إسرائيل في عدوانها على لبنان من خلال سلاح الجو، حيث تقصف أهدافا مدنية مع النقاط التي تتحصن فيها عناصر المقاومة، ونتجت عن ذلك قائمة من الشهداء وخسائر كبيرة في البنية الأساسية والمرافق العامة تحتاج سنوات وإمكانات كبيرة لتعويضها".

وأوضحت أنه "يمكن القول بأن الصراع الدائر لا يلتزم بلغة البيانات، والنيات تظهر في اللحظات الحاسمة، فضلا عن أن ممارسات إسرائيل العدوانية واستهدافها العمق اللبناني وتنفيذها عمليات نوعية في الضاحية الجنوبية وفي سوريا لا يغلق الباب أمام نشوب الحرب في أي وقت، وما يعطل ذلك الحسابات الشديدة التعقيد التي تمر بها دولة الكيان وايضا الحالة التي عليها لبنان اقتصاديا وسياسيا".

وفي حين سألت "إلى متى يصمد لبنان امام حالة عدم الاستقرار؟"، أشارت إلى أن "التجارب تمنحه إمكانية التعايش مع مثل هذه الظروف القهرية، خبرها في حروبه القريبة والبعيدة مع إسرائيل ومع حربه الأهلية المؤلمة، وأطراف هذه الحرب الآن هم نسيج الشعب اللبناني الذي يعيش واقعا لا يملك أمامه سوى التكاتف في وجه عدو مع تأجيل الحسابات التي تختلط فيها المشاعر مع حزب الله".