انطلقت معركة طوفان الأقصى في السابع من تشرين الاول الفائت، وهي اليوم تصل الى عتبة الـ200 يوم من المواجهة المباشرة مع اقوى قوّة في المنطقة، تساندها الولايات المتحدة الاميركية وعدد من الدول سواء بشكلٍ مباشر او غير مباشر.

ان حق الشعب الفلسطيني هو حق مقدس لا يمكن لأحد ان يُنكره، بالتالي ان طموحات معركة طوفان الأقصى بدأت تسير على هذا المسار بهدف تحقيق حقوق الشعب الفلسطيني بغية الوصول الى دولة فلسطينية.

ما حصل منذ 200 يوم هو القتل والتهجير والتدمير الهستيري الذي انتهجه العدو الاسرائيلي خاصة بعد ان فشل في تحقيق اي انجاز عسكري، فكانت اهم انجازاته قتل وتهجير الاطفال والنساء والشيوخ دون ان ننسى استهدافه لدور العبادة عند مختلف الاديان داخل قطاع غزة، بحيث استهدف المساجد والكنائس معًا.

جميع ما حصل امام شاشات التلفزة العالمية من خرق لحقوق الانسان لم يحرك ساكنا لدى المنظمات الحقوقية الدولية، التي سقطت مرة جديدة في امتحان القضية الفلسطينية.

ان المجتمع الدولي اليوم بات يشكل عائقا امام الواقع الذي نعيشه، فهل نحن بحاجة لتشكيل أمم متحدة جديدة تتفرع منها منظمات حقوقية خارج اطار عالم القطب الواحد؟ هل سقطت المنظمات الحقوقية في العالم بعد 200 يوم من الحرب على غزة؟ ما يمكن تأكيده في هذا الاطار ان صورة القتل والتهجير والتدمير هي الحكم!.

على الجانب الآخر من المعركة وخلال الـ200 يوما برز عامل خطير جدًا متمثل باستهداف جيش العدو الاسرائيلي للأراضي الايرانية عبر قصف السفارة الايرانية في دمشق. هذا الحدث الكبير كاد ان يحول منطقة غرب اسيا الى شعلة من اللهب بعدما أعلنت طهران انها ومن ضمن اطار الدفاع المشروع عن النفس وتحت مظلة القانون الدولي سترُد.

ما حصل عمليًا هو رد استراتيجي يوازن بين حماقة العدو الاسرائيلي ورد الاعتبار الايراني بضرب الاهداف العسكرية التي استهدفت السفارة الايرانية. كل ما حصل يعود سببه الى الازمة الاساس، والتي تتمثل في الصمت الدولي لمجلس الامن وعدم ادانته للهجوم الاسرائيلي الّذي أقفل الابواب امام الجمهورية الاسلامية، التي أثلجت قلوب مئات الملايين وغيرت في الحسابات الدولية، بحيث احتاجت الدول الغربية الى الوقوف الى جانب اسرائيل لصد الهجوم الصاروخي العابر للعديد من الدول وصولًا الى الاراضي المحتلة.

الصراع المباشر بين الفصائل الفلسطينية مع العدو الاسرائيلي لا يلغي فكرة مهمة، وهي ما قدمته الولايات المتحدة الاميركية من دعم غير مسبوق لجيش العدو حاليًّا، بالاضافة الى الغطاء الدولي الغير مسبوق لجرائم اسرائيل دون ان ننسى قدوم القادة الصهاينة الى الكيان بعد السابع من تشرين الأول كصهاينة متوعدين المقاومة منذ 200 يوم، دون ان ينجحوا في تحقيق شيء من وعودهم.

ما نحتاجه اليوم وبعد 200 يوم من العدوان على قطاع غزة هو موقف دولي مشرف يجبر الكيان على وقف اعتداءاته ويفرض خروج جيشه من قطاع غزة، ويضع خريطة طريق للقضية الفلسطينية التي لم تعد تستجدي الحل بل تفرضه فرضًا بقوة صمودها.