أشار وزير الثّقافة في حكومة تصريف الأعمال ​محمد وسام المرتضى​، بعد زيارته بلدية ​طرابلس​، حيث عقد اجتماعًا مطوّلًا مع رئيسها ​رياض يمق​، إلى "أنّنا نعشق طرابلس ونستشرف لها أدوارًا وطنيّةً ودوليّةً متميّزةً، ونؤمن بأنّ لمجلسها البلدي دورًا أساسيًّا في تغيير واقعها نحو الأفضل، والسّير بها قدمًا نحو مستقبل زاهر".

وأكّد "أنّني على ثقة بأنّه بحكمة يمق والرّئيس السّابق للبلديّة أحمد قمرالدين والأعضاء جميعًا، سيؤدّي هذا المجلس في المرحلة المقبلة أدوارًا إيجابيّةً خدمةً للمدينة واهلها. فالمجلس البلدي برمّته واعٍ لدقّة المرحلة، لا سيّما أنّ مجلس النواب قرّر التّمديد للمجالس البلدية".

ولفت المرتضى إلى "أنّني لمست من اللّقاء أنّ هذا المجلس البلدي في طرابلس سيكون من أكثر المجالس البلديّة في الجمهوريّة اللّبنانيّة تعاونًا، من أجل تحقيق الفرق في هذه الظّروف الصّعبة، فمرحلة الانقسام والتّجاذب رحلت ولن تعود، ونستبشر بمرحلة جديدة تجلب الخير إلى طرابلس وأهلها"، مركّزًا على أنّ "وزارة ووزير الثّقافة سيكونان في خدمة المجلس البلدي، وعلى جاهزيّة تامّة للتّعاون معه في المجالات كافّة".

وشدّد على أنّ "المدينة تختزن موروثًا استثنائيًّا ومقدّرات عظيمة، وهي تعاني من إهمال وحرمان وحصار مزمنين أضرّوا بالمدينة وأهلها، لكن حرموا بالدّرجة الأولى بقيّة اللّبنانيّين من أن يستفيدوا ممّا في طرابلس من إمكانيّات مهولة على المستويات كافّة".

كما أوضح "أنّنا نريد من الحراك الثّقافي الاستثنائي بكمّه ونوعه الّذي نقوم به مع فعاليّات المدينة، أن نسلّط الضّوء على أهميّتها وفرادتها والخير المحمول فيها"، مشيرًا إلى أنّ "بميزانيّة صفر وبدون تمويل، سنصنع المستحيل. واعتمادنا على قدرات هائلة لدى الشّباب الطرابلسي، وعلى روحيّتهم العالية وإيمانهم بمدينتهم وحبّهم لها".

من جهته، ذكر يمق "أنّنا تداولنا بما فيه خير المدينة ومصلحتها، وخصوصًا في ما يتعلّق بالتّحضيرات لفعاليّة "طرابلس عاصمة للثّقافة العربيّة 2024". وتطرّقنا إلى مواضيع عدّة، منها الفوضى في المدينة وإعادة ترتيبها، بدءًا من شارع نموذجي في المدينة القديمة نبدأ بترميمه وتأمين التّمويل اللّازم له".

وبيّن "أنّنا تحدّثنا عن الشّوائب في مشروع الإرث الثّقافي، وإمكان تهديم سقف نهر أبو علي، كما أنّ إحياء معالم طرابلس الأثريّة والسّياحيّة، والمباني المتصدّعة والآيلة إلى السّقوط كانت في صلب نقاشنا"، مفيدًا بـ"أنّنا بحثنا أيضًا بضرورة مواجهة التّعدّيات والمخالفات على الأملاك العامّة والخاصّة، بالإضافة إلى الوضع الأمني وضرورة الضّرب بيد من حديد لردع المخلّين بأمن المدينة واستقرارها، بالتّعاون مع الجيش".

وأضاف يمق: "أكدّنا أنّ بلديّة طرابلس على استعداد للقيام بكلّ واجباتها لإنجاح فعاليّة طرابلس عاصمة ثقافيّة. ونشكر للمرتضى الوقت الطّويل والثّمين الّذي يمضيه في طرابلس، وجهوده الجبّارة الّتي يبذلها، إذ نجح في خلق حراك ثقافي مميّز لم نعهده سابقًا في المدينة الّتي أصبحت تحبه ويحبّها، والتّي أطلق عليها عاصمة أبديّة للثّقافة اللّبنانيّة؛ وهذا فخر للمدينة واهلها".

وعن معاناة المدينة جرّاء خلاف أعضاء البلديّة، أكّد أنّ "الموضوع أصبح خلفنا وفتحنا صفحةً جديدةً، والحمدلله يتمتّع جميع الأعضاء بالوعي الكامل حول دورهم في هذه الظّروف القاسية والانهيار الّذي تعيشه المدينة والبلد أجمع. وهذا يحضّنا جميع رئيسًا وأعضاءً لأن نكون يدًا واحدةً وعلى قلب واحد، نعمل جاهدين لمصلحة المدينة لنتجاوز هذه الظّروف الصّعبة الّتي تعصف بنا".