لم تكن مفاجئة زيارة الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، الى قطر، ولن يكون السياسي اللبناني الوحيد الذي يزور الدوحة في هذه الفترة، حيث أن الدعوات القطرية وُجهت لأكثر من طرف لبناني للبحث بالمسائل اللبنانية الأساسية، أيّ ملف الرئاسة أولاً، وملف الحرب في الجنوب ثانياً، ولكن كان لافتاً خلال زيارة جنبلاط ما قاله عن أنّ "الحرب الإسرائيلية لا تزال في بداياتها، وهذا يحتاج إلى المزيد من التعاضد والوحدة الوطنية وضرورة حماية مؤسسات الدولة، من خلال الوصول إلى تسوية وانتخاب الرئيس".

مصادر قريبة من جنبلاط تضع كلامه في معرض التأكيد على ضرورة الوحدة بين اللبنانيين ومحاولة التصدي لمحاولات الحكومة الاسرائيليّة بالوصول الى حرب مع لبنان، مشيرة عبر "النشرة" الى أن ما قاله عن استمرار الحرب وطولها هو خلاصة ما يسمعه رئيس التقدمي السابق خلال لقاءاته مع المسؤولين الدوليين والعرب.

لا يمكن استغراب ما قاله جنبلاط عن أن "من يظن أن الحرب ستنتهي، فحساباته خاطئة، لأن الحرب مستمرة إلى آخر العام وربما تتجاوز نهاية العام الحالي وإلى ما بعد الانتخابات الأميركية"، فهذا الكلام بات يتردد في أكثر من مكان، خاصة اذا ما استمرت الحرب الى نهاية شهر تموز، فالحديث اليوم بحسب مصادر متابعة يدور حول محاولة دولية اخيرة ستجري لإنهاء الحرب في بداية الصيف، وبحال لم تنجح هذه المحاولة فإنّها الحرب ستستمر الى ما بعد الانتخابات الاميركية وهذا سيعني دخول العام 2025 بحال الحرب، لأن الإدارة الاميركية الجديدة بعد انتخابها بحاجة الى عدة أشهر قبل أن تبدأ العمل رسمياً، خاصة اذا ما فاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب.

اللافت في هذه المرحلة بحسب المصادر وجود رأيين بشأن الحرب على غزة ومدتها، ولكل رأي ما يدعمه من وقائع، فهناك من يرى بأن الإدارة الأميركية ستعمل لإنهائها قبل بدء زمن الانتخابات الجدي في آب، وان تحريك الوزير الإسرائيلي بيني غانتس وفرضه للشروط على رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو للمضي بصفقة التبادل وإلا إسقاط حكومة الحرب هو أحد اوجه العمل الأميركي لإنهاء الحرب، الى جانب العرض الأميركي المنسق سعودياً بخصوص ملفّ التطبيع والتعاون، وهناك من يرى أنّ الحرب مستمرة طالما أن نتانياهو لا يرغب بوقفها، معوّلاً على وصول إدارة أميركية جديدة لترامب تقف مجدداً بوجه الدولة الفلسطينية.

الرأيان بحسب المصادر ممكنان للغاية، ولكلّ منهما تأثيره على لبنان بطبيعة الحال، وهو لا يتعلق بالحرب على الجنوب وحسب بل أيضاً بالملفّات الأخرى التي تقلّ أهمية، سواء السياسية كانتخابات الرئاسة، او الاقتصادية كملف المصارف والودائع وغيرها، مشيرة الى أن طول الحرب على غزّة قد يكون له تداعيات عسكرية كبيرة على لبنان حتى ولو أن المطلعين على ملف الحرب يؤكدون أن استمرارها لأشهر مقبلة لا يعني بالضرورة توسّعها مع لبنان، علماً ان من بين التحذيرات التي وصلت الى بيروت مؤخراً هو التهديد بقيام اسرائيل بعمل عسكري واسع في لبنان خلال شهر حزيران المقبل، فهل تصحّ هذه التوقّعات، وهل يكون بحال حصوله، نهاية للحرب في المنطقة، أم يكون جزءاً متصاعدًا سيطول الى العام المقبل؟.