حقق "حزب الله" تفوقاً نوعياً على الجيش الإسرائيلي، باسقاط دفاعاته الجوية كمنطاد التجسس الّذي رفعه فوق مستعمرة أدميت ووجهه نحو بلدة رميش، وقضى على غرفة تحكمه التي يبث المعلومات اليها، وهو المرفوع بهدف التجسس على الجنوب وتحركات الحزب والجيش، بعدما كان الحزب قد دمّر أجهزته التجسسية والتقنية والفنية وتم تعطيلها.

ويأتي هذا التطور بعد أن كان "حزب الله" قد أسقط طائرتي هيرمز من نوع 450 و900 فوق الجرمق وبين كفركلا وديرميماس، وعمل الجيش الإسرائيلي على الاغارة على الطائرتين لمحو اثارهما، كونهما يحتويان على أنظمة تقنية متطورة.

وهذه النوعيّة من الطائرات كانت لاحقت عناصر "حزب الله" وحركة "حماس" في منطقة صور، وتمكّنت من استهدافهم بسياراتهم والنيل منهم، مع العلم أن القوى الأمنية كانت اعتقلت 5 أشخاص يتحجّجون ببيع المحارم في مخيم الرشيديّة، بينما يقومون بمراقبة قيادات "حماس"، بالإضافة إلى وضع جهاز ذبذبات واستشعار صغير في سياراتهم ليتمكن الجيش الإسرائيلي منهم خلال مرورهم على طريق صور.

كما أسقطت مسيرات "حزب الله"، في اطار التفوق على الجيش الإسرائيلي، منطاداً ضخماً غرب بحيرة طبريا، على بعد قرابة 37 كلم من الحدود الجنوبيّة، وأدخل معادلة جديدة في الحرب، تقوم على قصف قاعدة ميرون الحربيّة عند أي عملية إغتيال أو إستهداف لمنطقة البقاع.

في هذا السياق، يشير المهندس الدكتور وسام قانصو، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن "الحزب" أسقط اسطورة الجيش الذي لا يقهر وأعاد التوازن الحربي معه، لا بل تفوق على تقنياته الفنية وأجهزته التجسسية، باسقاط مناطيده الضخمة التي تحتوي على وسائط للجمع الحربي وأجهزة انذار واستشعار وكاميرات تصوير للجانب اللبناني.

ويلفت قانصو إلى أن التشويش الذي تشهده الخطوط الخلوية ومحطات التلفزة، بعد التشويش على مطار بيروت الدولي، مردّه إلى ما تمارسه إسرائيل في إطار عدوانها المتواصل على الجنوب، والذي تقوم به طائرات الاستطلاع من نوع هرمز 450 و900، حيث اسقط "حزب الله" 3 من هذا النوع: الأولى في الجبل الرفيع في إقليم التفاح، والثانية في المنطقة الواقعة بين ديرميماس وكفركلا، والثالثة في العيشية، ويوضح أن هذا نوع من الحرب الخفية التقنية، والتي تفوّق فيها الحزب وحقق إنجازات نوعية.

كما يشير قانصو إلى أنّ الطائرات من نوع "أم ك"، إلى جانب الأجهزة المرفوعة في المستعمرات الإسرائيلية والموجّهة إلى المناطق المُعتدى عليها في الجنوب وصولا الى صيدا، هي الأخرى تمارس هذا التشويش، الذي يؤدي إلى قطع الاتصالات أكثر من مرة، في حين أن التشويش على المطار تمارسه الطائرات الحربية والسفن في البحر.

كما يوضح قانصو أن أجهزة الاستطلاع والتنصت الإسرائيلية، المزروعة على الحدود مع الجنوب، تؤدي دورها في التشويش، الذي يقطع بث محطات التلفزة ويشوش على الصورة، مشيراً إلى أن السفن الإسرائيلية في عرض البحر تمارس نفس الدور، والذي ظهر مؤخراً بشكل قوي في النبطية وبنت جبيل وحاصبيا ومرجعيون وصور، وصولاً إلى صيدا وبعض المناطق اللبنانية الأخرى، كما أن المناطيد التي ترفعها إسرائيل، قبالة الضهيرة وعلما الشعب، هي للغاية نفسها، بعدما تمكن "حزب الله" من القضاء على عدّة مراكز اسرائيلية للتجسس والتنصت والتشويش، المرفوعة على المواقع والمستعمرات الإسرائيلية في المطلة ومسكافعام، والمواقع الإسرائيلية في مزارع شبعا، وتلك المنتشرة على الحدود مع لبنان لاصابة الجيش الإسرائيلي بالعمى.