عقد المؤتمر السنوي العلمي الأكاديمي الخامس بعنوان: "عملية طوفان الأقصى وتداعياتها العربية والإقليمية والدولية"، بدعوة من الجمعية العربية للعلوم السياسية في بيروت، برعاية معالي وزير الإعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد مكاري، ورئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران. حضر المؤتمر العديد من الشخصيات الدبلوماسية والسياسية والأكاديمية والإعلامية والعسكرية اللبنانية والعربية والأجنبية بالإضافة الى العديد من وسائل الإعلام.

افتتح المؤتمر وقدّم له البروفسور حسّان الأشمر الأمين العام للجمعية العربية للعلوم السياسية، حيث بدأ المؤتمرون بالوقوف دقيقة صمت عن أرواح الشهداء في فلسطين ولبنان وإيران. كما شكر الأشمر في كلمته معالي وزير الإعلام المهندس زياد مكاري وسعادة رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران على رعاية هذا المؤتمر، معلنًا أن الجمعية تطلق هذا المؤتمر العلمي الأكاديمي للبحث في مختلف الجوانب المتعلّقة بعملية طوفان الأقصى وتداعياتها العربية والإقليمية والدولية.

وفي كلمة له، شبّه الأستاذ مصباح العلي الذي مثل وزير الاعلام، عملية طوفان الأقصى بإنهيار جدار برلين الذي كان مؤشراً لتغيير النظام العالمي في حينه، حيث فرضت الولايات المتحدة الأميركية رؤية أحادية على النظام العالمي من بعدها. مشيرًا إلى أنّ عملية طوفان الأقصى هي قرار استراتيجي لمنع فكرة الغاء القضية الفلسطينية، ولإيقاف عملية غسل الأدمغة في العالم العربي ودمج اسرائيل في المنطقة العربية، فهذه العملية حرّكت الطلاب في الجامعات الغربية وأيقظت الرأي العام العالمي، فأصبحت القضية الفلسطينية حاضرة على الساحة الدولية، وأعادت التفكير في قيام الدولة الفلسطينية، وفرضت وقائع واستراتيجيات جديدة.

وتحدّت البروفسور محمد محسن عميد المعهد العالي للدكتوراه في الأداب والعلوم الإنسانية والإجتماعية في الجامعة اللبنانية ممثلاً رئيس الجامعة البروفسور بسام بدران، وأشار الى أهمية البحث العلمي في البعد الوطني وحل الأزمات وفي زيادة مخزون المعرفة الإنسانية، وإلى واجب الباحثين في مواكبة قضية الشعب الفلسطيني المقهور لتحرير أرضه وتشكيل دولته. وتحدّث عن المكانة المرموقة لغزة في التاريخ والجغرافية، وعن أطفال فلسطين ومعاناتهم وصمودهم ومقاومتهم للإحتلال وعن استلهامهم كل ذلك من القضية الفلسطينية والى قيام العدو بقتل آلاف الأطفال والنساء الحوامل مما يدّل على إنعدام الإنسانية عنده.

وتطرّق المستشار السياسي للسفارة الإيرانية في لبنان ميثم قهرماني في كلمته، إلىى بعض من إنجازات عملية طوفان الأقصى المتمثّلة في إعادة إحياء القضية الفلسطينية، واعتبر أنّه من الواجب الحفاظ على هذه القضية، مذكّرًا أنّ إيران تنظر الى هذه القضية على أنها قضية دينية وحقوقية وإنسانية، وأن القيادة الإيرانية تولي إهتمام خاص بهذه القضية، مؤكّدا أن راية الدفاع عن القضية الفلسطينة سوف تستمر وهذا ما أثبته التاريخ.

ثم تحدّث الدكتور جمال واكيم ممثّلاً مركز دراسات الوحدة العربية، فتطرّق إلى ما يجري على أرض فلسطين من حرب ومجازر ضد الإنسانية يرتكبها العدو، مشيرًا إلى التهديدات التي تتعرّض لها الهوية العربية بالإضافة إلى دور الأكاديميين اتجاه هذه القضية، وأضاف أن عملية طوفان الأقصى جاءت بعد فرض الولايات المتحدة الأميركية منظومة شراكة سياسية واقتصادية بين الهند وبعض الدول العربية وأوروبا، وتهميش دولاً أخرى، ورداً على عملية صهيونية لفرض يهودية دولة إسرائيل والتخلّص من المقاومة الفلسطينية، وترحيل الشعب الفلسطيني الى سيناء ولبنان والأردن. كما لفت إلى أن ما يجري في فلسطين يهدّد الأمن القومي العربي بشكل عام، وأن هناك هجمة على الهويّة العربية وعلى الإسلام للقول أنّه مثل الحضارات القديمة التي انتهى دورها، مستغربا الدور الخجول للجامعات العربية ولدور الأكاديميين العرب الذين فقدوا دورهم في التوعية.

واختتم البروفسور جمال زهران الأمين العام للجمعية العربية للعلوم السياسية الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر، فشكر دولة لبنان وعاصمتها بيروت عاصمة النور العربية على استقبال هذا المؤتمر، مشيرًا إلى أن القضية الفلسطينية هي قضية كاشفة لوطنية وعروبة أي نظام، قائلاً “من ليس مع القضية الفلسطينية فهو ضدنا”. كما وجّه التعازي للجمهورية الإسلامية الإيرانية بفقدان رئيسها والوفد المرافق، مثنيًا على دعمها الدائم للقضية الفلسطينية، مذكّرًا أنّها أول دولة إعترفت بفلسطين كدولة، وسمحت بإقامة سفارة لها في طهران. مؤكّدًا على ضرورة إعداد العدّة لما بعد تفكّك الكيان الصهيوني، وأشار الى أن تسع دول صوتّت ضد قرار منح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة في مقابل موافقة 143 دولة وإمتناع 25 دولة عن التصويت ، ودعى الى قيام علم سياسي عربي يدرس الحاضر ويتنبأ بالمستقبل.