لفت مصدر بارز في "الثنائي الشيعي" لصحيفة "الشرق الأوسط"، إلى أنّ "​حزب الله​" يتعامل بجدية مع التهديدات التي يطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وفريق حربه، بتوسعة الحرب على امتداد الجبهة الشمالية في ​جنوب لبنان​، ولن يقف مكتوف اليدين، كما أعلن التعبئة العامة في صفوف مقاتليه الذين هم الآن في جاهزية تامة لمواجهة ​التهديدات الإسرائيلية​، وإن كان لا يريد الحرب، ولا يسعى إليها".

وأكّد أن "توجيه الحزب ضرباته لتطول العمق الإسرائيلي، يأتي رداً على استهداف تل أبيب مناطق في عمق البقاعين الشمالي والغربي، وهذا ما أبلغه الحزب تباعاً إلى كبار المسؤولين في الدولة اللبنانية، وإلى قوات الطوارئ الدولية "يونيفيل".

وأشارت مصادر سياسية للصحيفة، إلى أن "اشتعال جبهة الجنوب بين الحزب وإسرائيل بشكل تدريجي وغير مسبوق، يأتي في سياق ردود الفعل على التصعيد في غزة، انطلاقاً من أن الجانبين يلجآن إلى تصعيد المواجهة العسكرية، في محاولة كلٍ منهما لتحسين شروطه في حال توصلت الوساطة الأميركية- المصرية- القطرية إلى وقف لإطلاق النار على الجبهة الغزاوية؛ على أمل أن ينسحب تلقائياً على الجبهة الجنوبية".

باقري مرتاح لسير الحرب الغزاوية

في السّياق، أفادت المصادر بأنّ "​إيران​ ما زالت على موقفها بعدم توسعة الحرب، وهي تتناغم مع الضغوط التي تمارسها ​الولايات المتحدة​ على إسرائيل لمنعها من توسعتها، وإلزامها بالمبادرة التي أطلقها الرئيس الأميركي جو ​بايدن​".

وركّزت على أنّ "عدم رغبة إيران في توسعة الحرب، تصدرت جدول أعمال اللقاءات التي عقدها وزير خارجيتها بالوكالة علي باقري كني، خلال زيارته الأولى لبيروت، التي شملت رئيسي المجلس النيابي نبيه بري، وحكومة تصريف العمال نجيب ميقاتي، وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، ومسؤولي الفصائل الفلسطينية المنتمية إلى محور الممانعة"، مبيّنةً أنّه "أبدى ارتياحه لسير الحرب الدائرة على الجبهة الغزاوية، وقدرة حركتَي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" على الصمود في وجه العدوان الإسرائيلي".

ونقلت المصادر عن باقري قوله إن "حماس»لا تزال تحتفظ بما يفوق 80 في المئة من مخزونها من السلاح، وإنها صرفت حتى الساعة في تصديها للعدوان الإسرائيلي نحو 15 في المئة منه".

ورأت أن "اختيار باقري لبيروت كمحطة أولى فور تعيينه بالوكالة، خلفاً لسلفه الراحل حسين أمير عبداللهيان، يأتي في سياق حرص إيران على تأكيد حضورها في الوضع المشتعل من غزة إلى جنوب لبنان، والتزاماً منها بدعمها للفصائل اللبنانية والفلسطينية المنتمية لمحور الممانعة في تصديها للعدوان الإسرائيلي، وصولاً لتوجيه رسالة يود من خلالها التأكيد على أنه لا يمكن تجاهل دور إيران في المنطقة، في حال تم التوصل إلى تسوية من شأنها أن تعيد رسم خريطتها السياسية".

وأضافت: "لذلك، يسعى باقري إلى تجميع أكبر عدد من الأوراق لإدراجها على طاولة المفاوضات الإيرانية- الأميركية التي تستضيفها سلطنة عمان، بالتلازم مع قيام سويسرا ممثلة بسفيرها في طهران بنقل الرسائل بين الطرفين إذا اقتضت الحاجة".

وفي هذا السياق، لفتت المصادر إلى أن "طهران ليست في وارد الدخول في اشتباك سياسي مع واشنطن، وهذا ما يعزز تناغمهما بعدم توسعة الحرب، التي تشكل نقطة التقاء بينهما من موقع الاختلاف حول دور طهران في المنطقة". وذكرت أنّ "القيادة الإيرانية تراهن على خلق المناخ المؤاتي لإعادة الاعتبار للاتفاق النووي الذي وقّعته مع الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما (2015)، والذي ألغاه خَلَفُه الرئيس السابق دونالد ترمب، وبالتالي فهي تحبذ التجديد للرئيس الحالي جو بايدن لولاية رئاسية ثانية، اعتقاداً منها بأن مجرد تسليفه موقفاً مؤيداً سيؤدي إلى تعبيد الطريق أمام إحياء الاتفاق".

"​داعش​" في لبنان: خلايا نائمة تحركها ​فوضى السلاح​ و​الأزمات السياسية

من جهة ثانية، أشارت "الشرق الأوسط" إلى أنّ "العملية الأمنية التي نفذها مسلح يشتبه بأنه ينتمي إلى تنظيم "داعش" ضد السفارة الأميركية في لبنان، أحيت المخاوف من استيقاظ ​الخلايا النائمة​ للتنظيم المتشدد، الذي تم دحره من منطقة كان يحتلها على الحدود الشرقية اللبنانية عام 2017، في إطار عملية أطلق عليها اسم «فجر الجرود".

وأوضح مصدر أمني لبناني للصحيفة، أن "الوجود العسكري لـ"داعش" انتهى مع معركة "فجر الجرود" عام 2017، لكن المعركة الأمنية لا تتوقف ولا تنتهي، لأن الفكر الداعشي موجود وينمو في المجتمعات الفقيرة بشكل خاص، ومحاربة هذا الفكر ليست بالأمر السهل على الإطلاق"، مؤكّدًا أنّ "الأجهزة الأمنية لا تزال تتابع من كثب أي تحركات، وهي بالمرصاد دائماً لبعض الموجات التي تصل من دول أخرى، ولكن لا يتم الإعلان عنها حتى نتأكد من إيقاف كل أفراد الخلية".

وذكرت "الشرق الأوسط"، أنّ "الخبراء يرجحون أنه نتيجة فوضى السلاح، وخاصة في ظل العمليات العسكرية المستمرة جنوباً، ومشاركة مجموعات متعددة إلى جانب "حزب الله"، وكذلك نتيجة الأزمات السياسية المتواصلة، وأبرزها ​الشغور الرئاسي​ المتواصل منذ عام ونصف العام؛ فإن ذلك يؤدي إلى قيام بيئة مواتية للخلايا النائمة للتنظيمات المتطرفة".

معوّض يلوّح بطرد عبد المسيح: كتلة "تجدّد" تفقد "ربع" أعضائها؟

أفادت صحيفة "الأخبار" بأنّ "كتلة "تجدّد" النيابية التي تضمّ النواب ميشال معوض وأشرف ريفي وأديب عبد المسيح وفؤاد مخزومي، تترنّح وقد تخسر "ربع" أعضائها قبل الاحتفال ببلوغها عامها الثاني، وهو ما أكّده معوض في مقابلة على الهواء أخيراً، بالإشارة إلى "خلاف يتوسّع بين أعضاء الكتلة وأديب (عبد المسيح) بسبب مواقف ومقاربات وتصرفات تضرّ بالكتلة"، مشيراً إلى أن ترك الأخير للكتلة هو "موضع نقاش".

وأكّدت مصادر للصحيفة، أن لـ"للقصة أبعاداً مختلفة لا تتعلق بانزعاج أعضاء الكتلة من مواقف عبد المسيح، بل بقلب معوض "المليان" من زميله الكوراني. فقد بدأ الخلاف منذ ترشّح رئيس حركة "الاستقلال" إلى رئاسة الجمهورية، إذ لم يرق له انفتاح عبد المسيح على كل منافسيه: تيار "المردة" ثم "التيار الوطني الحر"، قبل تقرّبه أخيراً من رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل".

وبيّنت أنّ "لذلك عمد أخيراً إلى إجراء "انتقامي"، بتعيين نائب رئيس حركة "الاستقلال" إميل فياض (ترشّح على لائحة معوض ولم ينجح) لمتابعة شؤون الكورة، التي يُفترض أنها "ساحة" عبد المسيح، كما نقل أكثر من مصدر عن معوض أن لائحته في الانتخابات المقبلة ستضم عن المقعد الأرثوذكسي في الكورة نبيل مكاري، نجل النائب الراحل فريد مكاري، ما يعني ضمناً الاستغناء عن عبد المسيح".

وأشارت إلى أنّ "الخلاف اتسع مع الزيارات المتكررة للأخير إلى الصيفي، لعلمه بحاجة معوض إلى التحالف مع "الكتائب" في البترون كي يرفع حاصل لائحته. علماً أن علاقة قديمة تجمع نائب الكورة بالنائب الجميل، الذي نسّق قبل الانتخابات الأخيرة مع معوض لضم عبد المسيح إلى لائحة الأخير، على أن يلتحق بعد فوزه بلائحة "الكتائب"، ما أدى إلى استبعاد المرشح الكتائبي سامر سعادة. غير أن عبد المسيح انضم عقب فوزه إلى كتلة "تجدّد" ما أدى إلى استياء الجميل يومها".