يشكّل ​التغيير المناخي​ تحدياً كبيراًعلى الصعيد العالمي، فقد تغيّر كل ما نشهده منذ سنوات الى اليوم في موضوع التقلّب المناخي والفصول وإرتفاع درجات الحرارة وغيرها. وعندما تسأل أي عالم في هذا الموضوع يأتي الجواب بأنه حتماً هناك تبدّل مناخي ولكن ليس بالطريقة التي يتحدثون فيها، إذ ليس كلما إرتفعت الحرارة أو شعر المرء بالحرّ يجب أن نعتبر أن الدنيا تغيّرت، إضافة الى هذا كلّه فإن موسم الصيف يترافق مع حرائق قد تقضي على مساحات خضراء شاسعة.

"التغيير المناخي موجود وهو تراكم عوامل عبر السنين". هذا ما يؤكده كبير مسؤولي الاستدامة في الجامعة اللبنانية الاميركية الدكتور الاخصائي في التغيير المناخي نديم فرجالله لـ"النشرة"، لافتا الى أنّه "إذا نظرنا الى البيانات نجدها على مرّ السنين تتأرجح صعودا ونزولاُ ضمن سياق تصاعدي"، مشيرا الى أنه "ومنذ العام 1874 الى اليوم إرتفعت الحرارة ثلاثة درجات مئوية، وحتما هذا الأمر مرتبط بالتغيير المناخي ولكن أيضاً بالتوسّع العمراني لأن الحجر يمتصّ الحرارة ويحبسها ومع الوقت تتم إزالة الغطاء الأخضر عن المدن".

يشرح الدكتور نديم فرجالله الى أنه "وكلما صعدنا الى الجبال نجد أن الحرارة ترتفع وهذا يساهم بضعف مخزون غطاء الثلج ومخزون المياه الجوفية وتبدّل المتساقطات، وحتى الان لا يوجد بشكل واضح أن هطول الأمطار خفّ، وتشير كلّ الارقام ان المعدّل هو نفسه منذ العام 1874"، مؤكّدا "عدم وجود متغيّر حقيقي وهو يأتي ضمن تقلّبات الطقس الإعتيادية".

بدورها أشارت رئيسة جمعية "الثروة الحرجيّة والتنمية" سوسن بو فخر الدين الى أننا "سنقوم بنشاطات مع البلديات لللتوعية على كيفيّة ​مكافحة الحرائق​، الّتي بدأت وكل يوم تسجّل العشرات منها، والقمة هي في بين تموز وآب المقبلين"، لافتة الى أن "من الأهميّة أن تحذّر البلديات المواطنين وتوجيههم لعدم اشعال النار لأي سبب من الأسباب خلال رحلاتهم الصيفية"، مطالبة في نفس الوقت البلديات بتنظيف الطرقات القريبة من أماكن حرجية لتجنّب إشتعال الحرائق وتوسّعها الى المنازل والغابات"، مضيفة: "يجب أيضا عدم اشعال الحرائق في أماكن النفايات، داعية المزارعين الى عدم احراق الأعشاب اليابسة بل بتجميعها".

يعود الدكتور نديم فرجالله ليتحدث عن التغيّر المناخي الظاهر في منطقة الشرق الأوسط، ويشدّد على أننا "وفي السابق لم نكن في أي يوم من الأيام نمر بهذه الحالة، ولم نرَ الأعاصير في في هذه المنطقة، انما كانت تحصل في المحيطات، مشيرا الى أنه وفي أيلول الماضي ضرب اعصار شمال اليونان ووصل الى الجزر فيها، كما تعرّضت ليبيا لنفس المشكلة وصولا الى مصر"، لافتا الى أن "على الدول أن تغيّر سياساتها وان توقف استهلاك الموارد الطبيعيّة والوقود الاحفوري والطاقة (التي ترتكز على البنزين والمازوت والغاز) ويجب اللجوء الى ​الطاقة البديلة​ كما علينا التنبّه الى كميّات النفايات".

في المحصّلة مع ارتفاع معدّلات السكّان على الكرة الأرضية من الطبيعي أن يتبدّل المناخ نظرا الى الاجتياح العمراني، لكن يبقى على دول العالم أن تراعي حاجات الارض الطبيعية حتى لا تنفث السموم نتيجة التكاثر السكاني واستعمال الموارد الطبيعية بطريقة عشوائيّة للمساعدة على التأقلم مع هذا التبدّل بما يضمن عدم الوصول الى مكان يشكّل خطرا على حياة البشر.