افتتح ​المعهد الفني الأنطوني​ في الدكوانة ​مؤتمر الفن والتكنولوجيا​ في دير مار روكز الدكوانة- مركز الرئاسة العامة للرهبانية الأنطونية برعاية وحضور رئيس عام ​الرهبانية الأنطونية​ المارونية الاباتي جوزف بورعد وحضور وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى.

وأشار مدير المعهد الاب بوعبود، في كلمته الترحيبية، الى أننا "واكَبنا مَسيرةَ التقدمِ والازدهار والتطور في المعهد منذ انطلاقته، وقد توسَّع ليشمُلَ عَشرةَ إختصاصاتٍ جديدة تُحاكي تطلُّعات المجتمع وقد وقَّعنا في السنةِ الأخيرة ثلاثَ إتفاقيَّات تعاون كان آخرُها مع وزارةِ العمل حَولَ التدريبِ المِهني المُعجل".

ولفت الى أن "كلُّ هذا زادَ في تَقدُّمِ المعهد وازدهارِه ليكونَ على مُستوى التحديات وأن يكونَ مَنارةً للعلمِ والثقافةِ والفنِّ والجمال، وهذا كلُّه ما كانَ ليكون بدون رعاية أمي الرهبانيَّة ومَن تعاقبَ على رئاستِها إيمانًا منهم بأنَّ هذا المعهد هو رِكنٌ أساسيٌّ من مؤسَّساتِها التعليميَّةِ والثقافيَّة ".

بدوره، رأى المرتضى، أن "الإنسانَ في هذه الأرض هو الفعل والفاعلُ والمفاعيلُ جميعها، بل الجُمَلُ كلُّها بل الأبجديةُ من ألفٍ إلى ياء". والحداثةُ العلمية التي لا تُرتَهَنُ إمكانياتُها لأجلِ رفاهية الإنسان ونموِّ ملَكاتِه القيَميةِ والإبداعية، تكون داءً عضالًا قد يتكاثرُ على وجهٍ غير طبيعي في جسد الحياة حتى يصيرَ مدمِّرًا لخلايا العمرانِ البشري".

وذكر أنني "أعترفُ أمامكم بأن ما حملني على تناول هذه القضية في خطابي إليكم اليومَ أمران: السياسةُ التي اعتمدتها منذ تسلمي وزارة الثقافة، والتي تعكسُ إيماني بأن هدفَ الثقافة هو بثُّ الوعي في المجتمع، عبر وسائط الإبداع الملتزمِ بقواعد الحرية، والعامل في الوقت نفسِه على توطيد القيم الوطنية والإنسانية العليا".

وأكد أن "سيبقى أبناؤها متشبثين بحقِّهم في الحياة حتى الموتِ في سبيلِ أن تحيا أجيالُهم المقبلة، بكامل كرامتِها وسيادتِها، وأن تعودَ إليهم بلادُهم عن بِكْرَةِ فلِسطينِها. إنها فعلًا معركة الصراع بين الخير والشر، بين الحق والباطل، فلا يسوغ لمؤمن، ولا حتى لإنسانٍ في عرقِهِ نبضُ حياء، إلا وأن ينحاز إلى جراح المتألمين، وأرواح الشهداء، وعويل الأمهات، ونحيب الحجارة والبيوت".

من جهته، اعتبر الاباتي بورعد أن "عالمنا اليوم بحاجة الى التكنولوجيا التي تزيد الإنسان أنسنة، وبحاجة الى الفن لكي يرتقي هذا الإنسان في سلم الكمال ويتطلّع دومًا إلى كل ما هو سامٍ ومجرّد عن الأنانيات."

وشدد على أننا "بحاجة اليوم إلى ثقافة تبعدنا عن السطحيّة في مقاربة الأمور، وتعمّق نظرتنا الى التكنولوجيا والفن، لأن هكذا ثقافة، تعرّفنا، كما ورد في سفر الأمثال، الحكمة وحسن الرأي وتبيّن لنا الكلام المبني، وتعلّمنا مشورة العقلاء والحق والعدل

وتمنّى لهذا المؤتمر "النجاح وأقدّر مجدّدًا المبادرة الشُجاعة التي قامت بها إدارة المعهد الفنيّ الأنطونيّ، وأحييّ جميع المشاركين حفل الافتتاح هذا، وفي الجلسات التابعة وأشكر اصغاءكم".