منذ يومين أعلنت المعارضة الاسرائيلية في مؤتمر صحافي تصعيد احتجاجاتها هذا الأسبوع ضد ​الحكومة الاسرائيلية​ للمطالبة بصفقة تبادل للأسرى، مطلقة إسم "​أسبوع المقاومة​" على نشاطاتها، ويترافق ذلك مع إعلان 23 منظمة اسرائيلية مشاركتها بالتحركات، بعد مظاهرة حصلت السبت الفائت في تل أبيب وُصفت بأنها الأكبر منذ بداية الحرب، فهل يشكل الضغط الداخلي الاسرائيلي عاملاً إضافياً لإنهاء الحرب؟.

بعد انسحاب الوزير الاسرائيلي بيني غانتس من حكومة الحرب وعودته الى صفوف المعارضة، حصلت القوى المناهضة لحكومة ​بنيامين نتانياهو​ على قوة دفع إضافية لاستمرار تحركاتها المطالبة بعقد صفقة لتبادل الأسرى، ولكن بحسب مصادر متابعة فإن المعارضة الاسرائيلية لا تتحرك من رفض الحرب بل من الحاجة الى صفقة تبادل لاستعادة الأسرى، وهنا لا بد من التفريق بين الأمرين.

في المعارضة هناك جهات أساسية مثل غانتس تتحرك لاستعادة زخم شعبي فُقد خلال مشاركته بالحكومة، فهو يعتبر أن الحرب لا يجب أن تتوقف إنما لا بأس بصفقة تعيد الأسرى وتُعيد له شعبيته في الكيان، بينما هناك أطراف يُريدون وقف الحرب مثل ​يائير لابيد​ لأنه يعتبرها تشكل تهديداً لأمن اسرائيل لعدم وجود أفق لها، وعدم قدرة الحكومة على تحقيق أي من أهدافها، وبالتالي هو يرى أن استمرارها يخدم مصالح نتانياهو الشخصية كما مصالح اليمين المتطرف المسيطر على الحكومة، والذي يعتبر أن خروجه منها سيعني عدم دخولها مجددا في وقت قريب بحال جرت انتخابات مبكرة.

لذلك ينبغي الوقوف عند الهدف الحقيقي لتحرك المعارضين، وبالتالي بحسب المصادر فإن فكرة وقف الحرب تستفيد من تحركات المعارضة داخل اسرائيل فقط بحال تمكنت التحركات من إسقاط الحكومة، وهذا ما سيكون من الصعب التعويل عليه بحال لم تتخلَّ الولايات المتحدة الاميركية بشكل كامل عن نتانياهو، بينما الواقع أنها لا تزال تعوّل عليه حتى اليوم.

بالمقابل لا يبدو أن الحكومة الاسرائيلية راغبة بالتخلّي عن سيطرتها على الحكم، فالأمر بالنسبة لنتانياهو بسيط وواضح فهو إن استقال سيدخل في دوامة قضائية وقانونية تبعده عن السياسة وربما تدخله السجن أيضاً، لذلك هو لن يستقيل سوى كخيار أخير مترافق مع ضمانات أميركية واسرائيلية أيضاً تقدم له بخصوص مستقبله، إنما قد يكون مستعداً في المرحلة المقبلة للدخول في تغيير حكومي، وهو ما عبّر عنه لابيد بخصوص استعداده للدخول في الحكومة بحال أبرم نتانياهو صفقة التبادل وقرر اليمين المتطرف الخروج منها.

لا تشبه المصادر التحركات داخل اسرائيل كالتحركات حول العالم المناهضة للحرب، ولكنها من حيث النتيجة تجدها متقاربة، فهي لا تنتهي بفعل المعارضة الشعبية، علماً أن في اسرائيل أغلبية شعبية تطالب بخوض الحرب مع لبنان، ومنذ أشهر، ورغم ذلك لم تندلع بعد، وكما هناك أسباب لا تزال تمنع الحرب الشاملة على لبنان، هناك أسباب ستنهيها، وهي تتعلق بحزب الله وقدراته وصموده، وبالسياسات الدولية الاستراتيجية، لذلك تختم المصادر بالقول: "التعويل على المعارضة الاسرائيلية ليس بمحله إن كان الهدف وقف الحرب، إنما بالتأكيد سيكون له أهمية على صعيد تسخين الداخل الاسرائيلي وتشكيل الضغوط على نتانياهو، علماً أن الرجل قد يقرر بلحظة ما أن يهرب من هذا الضغط من خلال التصعيد، وهذا ما تخشاه الولايات المتحدة الأميركية.