ذكرت صحيفة "الشّرق الأوسط"، أنّ "الوسط السياسي يترقّب ما سيحمله ​الوسيط الأميركي​ ​أموس هوكشتاين​، من أفكار في زيارته إلى بيروت آتياً من تل أبيب، في مسعاه لترجيح كفة الحل الدبلوماسي، ومنع توسعة الحرب في الجنوب، مع اشتعال المواجهة غير المسبوقة بين "​حزب الله​" و​إسرائيل​، التي تنذر بانفجار الوضع ما لم يجرِ التوصل إلى نزع فتيل التفجير، بينما تتعثر الوساطات حتى الساعة لوقف إطلاق النار في ​غزة​؛ الذي يدرجه الحزب شرطاً لتهدئة الوضع جنوباً".

وأشارت إلى أنّ "هوكشتاين كان قد مهد لجولته هذه بلقاء قائد الجيش العماد جوزف عون في واشنطن، وجرى التداول معه في مجموعة من الأفكار تصب جميعها في خانة خفض منسوب التوتر على امتداد الجبهة بين "حزب الله" وإسرائيل".

ولفتت الصحيفة إلى أنّه "رغم أن "حزب الله" ليس طرفاً في المفاوضات التي يتولاها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بالإنابة عنه، وبتسليم من رئيس حكومة تصريف الأعمال ​نجيب ميقاتي​، فإن ما يحمله هوكشتاين من أفكار، وردود تل أبيب عليها، سيكون موضع تقويم بينهما، ليكون في وسع بري أن يبني على الشيء مقتضاه؛ بالتنسيق مع الحزب وميقاتي في آن معاً".

وركّزت على أنّه "لا يبدو أن "حزب الله" سيعيد النظر في مساندته حركة "​حماس​"، ويتعامل مع التهديدات الإسرائيلية بتوسعة الحرب بأنها تأتي في إطار التهويل، ولا تحمل أي جديد".

وكشفت مصادر "حزب الله" لـ"الشرق الأوسط"، أنّ "الحزب يبدي ارتياحه لسير المواجهة العسكرية، كونها أدت إلى حالة من توازن الرعب، نتيجة استخدامه أسلحة متطورة براً وجواً، وهذا ما يدعو إسرائيل للتحسب لما هو آتٍ إذا ما قررت توسعة الحرب، التي سيترتب عليها زعزعة الاستقرار في المنطقة، وهذا ما يدعو الولايات المتحدة الأميركية للتحرك؛ والضغط على إسرائيل لمنعها من توسيع رقعة المواجهة التي يمكن أن تمتد إلى الإقليم".

في السّياق، أعربت مصادر نيابية عبر الصحيفة، عن استغرابها "عدم قدرة واشنطن على "ترويض" نتانياهو، ودفعه إلى تنعيم موقفه"، متسائلةً: "كيف يمكنها التوفيق بين الضغط عليه، ومده بالسلاح والمال؟ وما البديل في حال لم يكن "حزب الله" في وارد العودة بالوضع جنوباً إلى ما كان عليه قبل الثامن من تشرين الأوّل الماضي، أي قبل أن يقرر مساندة "حماس"، علماً بأنه سبق للوسيط الأميركي أن اقترح هذه العودة قبل أن تتوسع المواجهة وتمتد إلى خارج الجنوب؟ وهل يكتفي هوكشتاين بطرح مجموعة من الأفكار تأتي في سياق خفض منسوب التوتر، على أساس إعادة الاعتبار لقواعد الاشتباك التي تناوب الحزب وإسرائيل على خرقها؟".

وأكّدت أنّ "الوسيط الأميركي يقف حالياً أمام مهمة صعبة، وهو يسعى لخلق أرضية مشتركة لخفض منسوب التوتر، بلجم تمدد تبادل القصف إلى العمقين ال​لبنان​ي والإسرائيلي، هذا خصوصاً إذا كان يحمل معه رزمة من الإنذارات الإسرائيلية بتوسعة الحرب، ما لم يبادر "حزب الله" إلى مراجعة حساباته، والتعاطي معها على أنها جدية ولا تنطوي على التهويل والابتزاز".

كما أشارت "الشّرق الأوسط" إلى أنّ "في المقابل، إن موقف لبنان الرسمي سيواجه إحراجاً في دفاعه عن وجهة نظر "حزب الله"، الذي تحمّله واشنطن مسؤولية حيال التصعيد في الجنوب، وتتعامل معه على أنه هو من بادر إلى خرق التهدئة بمساندته "حماس". وقد يكون الرد اللبناني بأن إسرائيل تواصل خرقها وقف النار، وتمتنع عن تطبيق ​القرار 1701​، الذي يلقى كل التأييد من الحكومة اللبنانية وترفض تعديله، وتدعوها إلى التراجع إلى خط الانسحاب الدولي بإخلاء بعض المواقع العائدة للسيادة اللبنانية والواقعة على طول الخط الأزرق".