استضاف مستشفى تل شيحا، بدعوة من مستشفى أوتيل ديو في بيروت ومستشفى تل شيحا وجمعية "زحلة لرعاية مرضى السرطان" (ZACC)، وبتنظيم من الدكتور فادي الكرك والدكتور فادي عاصي، مؤتمرًا متعدّد التخصّصات لعلم الأورام في البقاع، بمشاركة عدد كبير من الأطباء الاختصاصيين في علاج الأورام السرطانية، تشاركوا في آخر ما توصل اليه علاج الأورام؛ وتبادلوا الخبرات في ندوات عدّة.
وتخلل المؤتمر اطلاق صندوق "الدكتورة كلودين الخوري" لمساعدة مرضى السرطان، تخليداً لذكراها واستمراراً في عمل "جمعية زحلة لرعاية مرضى السرطان" التي اطلقتها مع زوجها الدكتور فادي الكرك.
في هذا الإطار، أشار نائب رئيس مستشفى تل شيحا نقيب أطباء بيروت البروفسور يوسف بخاش، إلى أنّ "ما يميّز هذا المؤتمر عن المؤتمرات السابقة، انه سيخصص جلسة خاصة لمناقشة كيفية تنظيم او مقاربة الملفات والأشخاص الذين يعانون من امراض سرطانية في مستشفى كمستشفى تل شيحا، بالتعاون مع مؤسسة استشفائية جامعية هي اوتيل ديو".
وأوضح أنّ "هذه مبادرة عملنا عليها منذ اكثر من سنة، واعتقد انه عبر هذا المؤتمر سنتوصل لوضع الخطوط العريضة والبدء بتطبيقها على ارض الواقع، وهذا امر مهم بالنسبة الى المرضى الذين يعانون من هذه الأمراض والذين يتعالجون في هذا المستشفى في منطقة البقاع."
ولفت بخاش إلى أنّ "الموضوع الثاني هو كيفية ادارة دراسات علمية وابحاث طبية على عدد كبير من المستشفيات والمرضى،وهذا امر مهم للغاية لأنه اذا نظرنا الى مستقبل الطب في اي دولة، فهو لا يتقدم الا عبر الأبحاث والدراسات. ان ما تقومون به اليوم بطريقة مباشرة وغير مباشرة يساهم في اعادة وضع لبنان على خارطة العلم والطب المحلية والإقليمية."
بدوره، ذكر رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك، رئيس مستشفى تل شيحا المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، أنّ "عادة، الأطباء الذين يحاولون المعالجة يسببون بعض الألم احياناً للمريض سواء عبر الحقن او غيرها من طرق المعالجة. الألم والجرح والتعب واحياناً اليأس هم جزء من الإستشفاء. في اللاهوت، الآباء القديسين في بداية الكنيسة خطرت لهم فكرة صوفية، فأوجدوا فكرة " الظلمة الإلهية"، حتى ان احد القديسين كتب كتاباً اسماه "الضوء الداكن"، وهذا امر ينطبق على مرضى السرطان؛ الذين يعبرون في نفق اسود مظلم".
وركّز على أنّ "هذه الظلمة الإلهية توصل المريض الروحي كما المريض الجسدي الى نور وبصيرة جديدة وفهم جديد لمعنى الحياة، واحيانا كثيرة لا تستطيعون انقاذ المرضى لكن هناك انقاذ من نوع آخر لأنه في ايماننا الموت ليس النهاية، الموت هو بداية. فالذي نعتبره نحن بأنه قدر اسود، هو بداية النور".
واعتبر أنّ "الظلمة الإلهية هي اختبار انساني عميق، لأن الإنسان يقف امام محدودية العقل ومحدودية الإمكانيات، والأطباء يختبرون احياناً هذا الشعور القاسي بأنهم لم يستطيعوا انقاذ المريض. لدينا محدودية العقل والفهم ومحدودية الإمكانيات في السيطرة على المعابر السوداء او المعتمة في حياة الإنسان"، مؤكّدًا أنّ "على الإنسان السعي، وليس للعقل طريقة للوصول دائماً الى السيطرة على الأمور، فمحدودية العقل هي جزء من طبيعتنا البشرية، لذلك اوجدوا هذا اللاهوت الصوفي الذي على اساسه رأى الإنسان محدوديته، وقال انه لا يمكنه بالعقل ان يحتوي الأسرار الإلهية، اي معرفة الله".