اشار المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في خطبة الجمعة إلى أنه "من المهم أن نلتفت إلى أن حفظ هذا الدين بقي مرتبطاً ب​الشهادة​ والشهداء، ورواية "ما منّا إلا قتيل بسيف أو قتيل بسم" تريد أن تقول: للحفاظ على الدين والقيم وموازين العدل وثقافة الوجود لا بد من تضحية وجهاد وبذل واستشهاد، وهو ما تقوم به حركات ​المقاومة​ المحقّة في الله، والتي تعاقبت على خدمة الدين والذود دون ثقل ميادينه، وشرف فضائله وتعاليمه، وهنا أقول: الشهداء قيمة مركزية في عالم التضحية والفكر، ولولا عطاءات الشهداء لاندثر الحق واندرس الدين، وهذا لا يمكن أبداً لأن الله تعالى أخذ على نفسه حفظ الدين إلى يوم القيامة، ولذا وظّف دماء الشهداء وجهاد المجاهدين ونسك العلماء والمبلغين كأساس تقوم على خدمة الدين وحماية هذا الثقل النبوي".

وتطرق إلى الوضع الداخلي بالقول، "لا شيء يعلو فوق صوت الحرب، التي تثأر من ​الإرهاب الصهيوني​ والمشاريع الأميركية التي تعتاش على الفوضى والخراب والدماء، والقتال في هذا المجال أكبر معاني الوطنية، وجوقة الشمّاتين هم العار على الوطن، وواشنطن لا ضمير لها، ولا إنسانية لها، إلا مصالحها الاستنزافية وبرامجها التخريبية، بل يجب العمل على الخروج من تحت النفوذ الأميركي، وحذارِ من التضليل الدبلوماسي الأمريكي الذي يمارس أعتى أنواع النفاق، والذي انتهى بشهادة القائد السيد فؤاد شكر، وما قامت به تل أبيب إنما هو أمر عمليات أمريكي والتنفيذ إسرائيلي، إسرائيل كيان إرهابي ولقيط أمريكي، ونتنياهو أصبح اسمه في التاريخ "جزّار تل أبيب"، واليوم المنطقة تعيش لحظة الشهادة، شهادة القائد الكبير السيد فؤاد شكر، والرئيس اسماعيل هنية، والرد بحجم الردع، واللعب بقواعد الاشتباك مكلف، والجبهات بطريقها نحو حرب بلا قواعد فيها، واغتيال القادة لا يغيّر شيئاً بالمعادلات، بل يزيد المقاومة زخماً وحضوراً وانتصارات، وإسرائيل لن تربح حربها، والتجارة بالانتصارات الزائفة لا تفيدها".

وتوجه للقوى السياسية في ​لبنان​ بالقول: "اللحظة لحظة تاريخ ولا قداسة فوق الخيارات الوطنية، وحذارِ من الخطأ الوطني، وأخطر ما يخشى على لبنان منه الإعلام الصهيوني الداخلي، أما الشماتة بالشهداء الكبار فلا تزيدهم إلا عزاً وكبرياء. والمقاومة ستبقى بعزّ قوتها وشموخها وانتصاراتها إن شاء الله تعالى".