حلّت اجراءات الدول دفعة واحدة في تحذير رعاياها من تطورات ​الشرق الأوسط​، وتزامنت مع وقف الرحلات الجوية إلى تل ابيب وبيروت تحديداً. واذا كانت العواصم تستند إلى قرار ايران وحلفائها في الرد على ​إسرائيل​ التي استهدفت طهران وضاحية بيروت الجنوبية، فإن جزءاً من الاجراءات تأتي في اطار الضغوط و​الحرب النفسية​ لمنع ايران و "​حزب الله​" من استهداف إسرائيل في اطار الردود المتوقعة، في وقت دخلت تل ابيب على خط تلك الحرب النفسية ايضاً في حديثها عن الاستعداد لتوجيه ضربات استباقية لكل من ايران ولبنان.

كل ذلك يجري، وسط معلومات حصلت عليها "النشرة" تؤكد مايلي:

اولاً، لم تحدد ايران ولا "حزب الله" مواعيد للرد الناري على اسرائيل، فيما جاء تطوير المعارك على الحدود الجنوبية عبر ارسال الحزب مسيرات استهدفت مراكز عسكرية اسرائيلية، في اطار الرد على ضربات اسرائيلية استهدفت مناطق جنوبية مثل عبّا امس.

مما يعني ان الوضع لا يزال في قواعده الحدودية مع تطوير في الرد فرضته نوعية الاستهدافات الاسرائيلية.

ثانياً، لو كانت اسرائيل ترغب بتوسيع الحرب بصورة شاملة، لما اكتفت الأسبوع الماضي في ضربة الضاحية الجنوبية لبيروت، بل كانت كثّفت ضرباتها بشكل يحاكي قرار التوسيع. علماً ان الضربات قابلة للتكرار، وجديدها كسر قاعدة الجغرافيا التي كانت قائمة منذ اشهر، ولكن بذات الاهداف العسكرية اي استهداف قيادات "حزب الله". كما ان الحزب لم يقرر توسيع الحرب، بدليل فصل الرد عن القواعد السارية في المواجهة جنوباً والتي يستهدف فيها الحزب فقط القواعد العسكرية الاسرائيلية لا غير.

ثالثاً، لا يوجد تحديد سقف زمني للرد ال​إيران​ي، لكن الحديث يدور عن موعد يتحدد بعد نهاية الألعاب الأولمبية، علماً ان الرسائل الايجابية مكثفة بإتجاه ايران، وبشكل رئيسي من الاميركيين عبر سلطنة عمان والعراق وقطر. لكن طهران التي اكدت انها لا ترغب بضرب الاستقرار الاقليمي، تمسكّت بالرد.

رابعاً، يأتي استمهال ايران ايضاً بالرد وسط محاولات دولية لمنع الاقليم من الاشتعال، ويتقدّم الأتراك بمشروع لوقف حرب غزة، قبل نهاية الألعاب الأولمبية، مقابل عدم الرد الإيراني. ويبدو ان الاميركيين يلاقون الأتراك في هذا الطرح، فجاء كلام الخارجية الاميركية ليطالب بوقف حرب غزة، بينما تدفع الدول العربية بمضمون الطرح التركي، بإعتباره الأمثل كما قال مسؤولون قطريون.