أشار رئيس التيّار الوطني الحرّ جبران باسيل، الى أن "الفراغ الذي تركه نصرالله كبير والمخاطر على الوطن كثيرة، ولن يكون من السهل مواجهتها إلا بتعزيز الوحدة الوطنية والتضامن بين اللبنانيين لمواجهة العدوان وتحصين الوضع السياسي والاجتماعي الداخلي".
وأكد باسيل، في حديث لـ"المدن"، على "أهمية التواصل والتحاور بين الجميع، وإبعاد أي تشنّج أو استفزاز أو تصفية حسابات في هذه المرحلة، فكلّها سيستغلها الإسرائيليون لفرض وقائع جديدة، وهم أكثر من يجيد الاستثمار في نكء الجراح، أو اللعب على أوتار الانقسامات الطائفية والمذهبية والسياسية".
وشدد على ان "الوقت ليس للخلافات وليس لمحاولة استقواء طرف على الآخر. مررنا بتجارب كثيرة ومخاطر كبيرة أُريد فيها فرض وقائع ظالمة على لبنان، ولكننا تجاوزناها بفعل توحيد الموقف الداخلي".
وأوضح أن "المبادرة الجديدة بحثتها مع الدول الخمس المعنية بلبنان، فأوفدت شخصاً للأميركيين وآخر للسعوديين، لأن السفير غير موجود في لبنان، والتقيت بسفراء فرنسا، مصر وقطر، والتقيت بالسفير البريطاني وبالممثلة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة، ووضعتهم في صورة هذه المبادرة".
وأضاف "لم يطلب مني القطريون انتخاب أي اسم (للرئاسة)، وهم ليس لديهم مرشحّ. ويشددون حالياً على ضرورة وقف إطلاق النار. وهذه هي الأولوية. أما في الملفات السياسية، فيؤكدون على التفاهم الداخلي، وهم لديهم كل الوعي والحرص على عدم فرض مرشح على الآخرين، لأنه سيؤدي إلى مشكلة في لبنان، ولا ينتج حلاً".
وذكر ان "المبادرة تقوم على ضرورة وقف إطلاق النار، والأهم شرح مخاطر عودة الاحتلال الاسرائيلي لبنان. فذلك سيحوله إلى ساحة حرب مفتوحة. لن يتمكن الإسرائيليون من إلغاء المقاومة، بل ستولد حركات مقاومة، وتتعزز رؤية حزب الله، ويفتح المجال أمام دول كثيرة للعمل على الساحة اللبنانية، خصوصاً أن إيران لن تقبل أن ينكسر حزب الله أو تنكسر هي".
وتابع باسيل "شرحت مخاطر إطالة أمد تهجير الشيعة من مناطقهم ومنازلهم، وأن ذلك سيشكل خطراً كبيراً، اجتماعياً وأهلياً. وهذا المسار لا يمكن أن يكون بدافع الحرص على لبنان بل يقود إلى تدميره".
وأكد ان "لا أحد من اللبنانيين يريد للبنان أن يكون ساحة صراع إيراني إسرائيلي مباشر، ولا تحويله إلى ساحة حرب أهلية تتداخل فيها جهات عدة من الداخل والخارج". ولذلك يشدد على التمسك والالتزام بتطبيق القرار 1701.
واعتبر أن "الحرب على ما يبدو ستكون طويلة جداً. ونتنياهو يستغل كل الظروف لإطالتها ويكذب على الجميع، ولا يستجيب للمبادرات ويستغل التفاوض لأجل تنفيذ المزيد من العمليات التصعيدية. والهدف الإسرائيلي واضح، وهو إنهاء حزب الله، وليس تطبيق القرارات الدولية كما يتوهم البعض في لبنان، لا الـ1701، ولا الـ1559. لذلك لن يكون الإسرائيلي قادراً على تحقيق هدفه إلا من خلال توسيع عملياته والقيام باحتلال جديد".
ورأي ان "أي احتلال إسرائيلي لجزء من لبنان سيغرقها في وحل لا يمكنها الخروج منه. وإذا كانت بعض الدول تدعمها، فستكتشف خطأها الكبير. وحينها لن يكون حزب الله وحده هو الذي يقاوم بل كل الطوائف ستقاتلها وتواجهها. لأن الناس تريد أن تدافع عن بلدها وأرضها وأرزاقها".
وأردف باسيل "الجزء الثاني من المبادرة هو انتخاب رئيس جمهورية توافقي، لإعادة إطلاق مسار بناء الدولة، من خلال التفاهم بين مختلف المكونات، خصوصاً أن حزب الله بحالته السياسية والشعبية لا يمكن أن ينتهي. لذلك يجب أن يكون هناك دولة قادرة على إعادة إحياء عمل المؤسسات، وإعادة الدور والاعتبار للدولة اللبنانية، وليس فقط أن تكون المسؤولية على الرئيس برّي، الذي يقوم بدور وطني ومسؤول ويتعامل بحكمة كبيرة في كل ما يقوم، ولكنه لن يكون قادراً وحده على تحمّل ذلك".
وكشف أن "ما يقوم به حالياً، هو جمع الأسماء المطروحة لرئاسة الجمهورية والتي يجري التداول بها، ووضعها ضمن سلّة شاملة لمناقشتها مع جميع الكتل والقوى السياسية، بهدف الوصول إلى أكبر قدر من التفاهم على شخصية قادرة على تحصيل 86 صوتاً، أي النصاب الدستوري لعقد الجلسة".
ولدى سؤاله عن الأسماء التي تضمّها اللائحة، قال "تحتوي على كل الأسماء المطروحة من دون تبنّي أي اسم".
ولدى سؤاله إذا كان ذلك ينطبق على إسمي سليمان فرنجية وقائد الجيش جوزاف عون، قال "نعم بالتأكيد أيضاً، وأدرجنا اسم سمير جعجع ضمن المرشحين"، معتبراً انها "ليست مفاجأة، الرجل اسمه مطروح وهو يطرح نفسه، ولا يمانع في حال توفر الدعم له. ونحن مستعدون لمساعدة سمير جعجع، ولكن غير قادرين على مساعدته في وجه كل اللبنانيين"، و"منحب نساعدو لتحقيق أحلامه وطموحاته ولكن مش مشاريعه".
وختم "في حال توفرت الإرادة الداخلية، فإن التوافق حاصل على المبدأ وهو رئيس توافقي"،مضيفا "يجب عدم إضاعة فرصة انتخاب رئيس. فلاحقاً، قد لا نتمكّن من ذلك، وليس من مصلحة أحد انتظار مسار الحرب ونتائجها".