عقدت الهيئة العامة للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز جلسة استثنائية لها في دار الطائفة في فردان - بيروت اليوم، لمناقشة الاحداث الدامية التي يتعرّض لها أبناء طائفة الموحدين الدروز في جرمانا وأشرفية صحنايا في سوريا، ترأسها رئيس المجلس شيخ العقل للطائفة الشيخ سامي ابي المنى، وشارك فيها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط، وعدد من النواب.

ولفت أبي المنى، الى أننا "نلتقي اليوم وعلى عجلة من أمرنا لنواجه تحديات مستجدة لم تكن بالحسبان، حصلت في سوريا ومع اهلنا الموحدين الدروز الأخوة الأشقاء، الذين تربطنا واياهم صلة الدين والدم والقربى والعروبة والهوية، الهوية الاسلامية العربية، نلتقي علّنا نتدارك ما هو أسوأ وقد تشاورنا مع وليد بك صاحب الرؤية الثاقبة في أنه لا يمكن ان تمر هذه الحوادث التي حصلت دون ان نلتقي ونصوب الأمور".

وأشار الى أن "ما حصل كان مشروع فتنة والفتنة أشد من القتل، هو مشروع فتنة بان يسجل صوتٌ مشبوه كلاماً يسيء الى النبي عليه الصلاة والسلام، ومتى كنا نرضى ان نسيء الى النبي الى رسول الاسلام الى خاتم النبيين صلوات الله عليه وهو من اتى برسالة السلم والرحمة "وما ارسلناك الا رحمة للعالمين".

وأضاف "متى كان الموحدون الدروز لينالوا من نبيهم ويسيئوا الى انفسهم والى دينهم، هذا امر مرفوض وقد تبين ان التسجيل مركّب من اصحاب الفتنة، لكن هذه الفتنة وهذا التسجيل جرّ الى ما وصلنا اليه فكانت السجالات وكانت التجاذبات والتوترات، وارض سورية خصبة ربما، في ظل هذا الواقع المتغير بعد ان اسقط السوريون نظام القهر والظلم والفساد والاستبداد، هل بعد هذا الانتصار يجوز ان ينطلقوا الى محاربة بعضهم بعضاً".

ودعا الى "التنبّه الى الكلام الفتنوي المدسوس كي لا يجرّنا مرة بعد مرة الى الفتنة، وندعو عقلاء الطائفة وهم كثر والحمد الله، الى تحمّل مسؤولياتهم في ضبط الأمور، وفي ضبط الخطاب التحريضي، على الأقل من جهتنا، كي لا يكون هناك خطاب فتنوي تحريضي ومذهبي".

كما دعا الحكومة السورية وهي المسؤولة وقوى الامن، لـ"تحمّل المسؤولية في ضبط الفصائل المتطرّفة وردّات الفعل الغرائزية، التي أدّت الى ما وصلنا اليه، كما ندعو الدول المعنية بالواقع السوري والمؤثرة، للتدخل الفوري والعاجل لوقف الانهيار الأمني الحاصل في سوريا".

ونبّه الى "المخططات التي توصلنا الى ما وصلنا اليه، هناك مخططات مشبوهة تسعى الدولة العدوّة إسرائيل الى تنفيذها في سوريا وسوريا ارض خصبة، وكذلك كل المنطقة لتنفيذ المخططات التوسعية والهيمنة على الشعبين السوري والعربي. وإننا نؤكد عدم قبولنا بتلك المخططات ولن نكون الا كما كان اجدادنا ثابتين بانتمائهم العربي والإسلامي".

واردف "ان هويتنا عربية، مذهبنا توحيدي وديننا هو الإسلام "ان الدين عند الله الإسلام" ولا دين غير الإسلام، اسلام الرحمة هو ديننا وان كان مذهبنا هو التوحيد لكن عمقه وجذوره هو الإسلام وإننا نعتّز بذلك. لذا نرفض المخططات التي تدفعنا الى ان نكون دينا مستقلا او قومية مستقلة هذا امر مرفوض ويجب ان يتنبّه اليه المسؤولون والعقلاء الموحدون ان لا تكون خطاباتهم باتجاه خلق قومية خاصة او في حالة عدائية مع أي مذهب إسلامي ومع اهل السنة الذين تجمعنا بهم علاقة وطيدة أكان في لبنان او في سوريا".

وقال أبي المنى "لقد تواصلت اليوم مع مفتي الجمهورية اللبنانية ومفتي الجمهورية السورية حول الامر واكدا لي انهما لا يقبلان بمثل هذه الاعتداءات التي حصلت على الموحدين الدروز وبالتصنيف الذي جرى لكأننا خارجون عن الإسلام هذا امر مرفوض من قبلنا، فنحن اهل حوار ومحبة ودراية".

وشدد على أن "نعم الوضع دقيق ولكن وليد بك والقيادات السياسية وطلال أرسلان تواصلت معه وهو يبلغكم تحياته ويشد على أيدينا فيما سنقوم به، لاحتضان أهلنا وتهدئة الوضع".

واكد أننا "لا نريد ان تكون ردّات الفعل من شبابنا واخواننا غير مقبولة او قطعا للطرقات او اتخاذ مواقف سلبية، تؤجج الوضع ولا تعطي النتيجة المتوخاة. النتيجة تكون من خلال التواصل والعلاقات السياسية والدبلوماسية وفي مثل الموقف الذي نقفه اليوم، لنقول للعالم اننا ثابتون في انتمائنا وارضنا ووطنيتنا وهويتنا".