احتفل مركز التعلّم المستمر في جامعة الروح القدس – الكسليك (UCLC) بمنح شهادات البرنامج التدريبي "إدارة الأزمات وحوادث احتجاز الرهائن" إلى مجموعة من كبار ضباط الجيش اللبناني الذين أتمّوا بنجاح هذا البرنامج المتخصّص، بحضور النائب جيمي جبّور، قائد الجيش العماد رودولف هيكل ممثلاً برئيس الأركان اللواء الركن حسّان عوده، رئيس جامعة الروح القدس – الكسليك الأب طلال هاشم ممثلاً بنائبه للشؤون الإدارية الأب إدوارد القزي، مدير مكتب رئيس الجمهورية العميد الركن المتقاعد وسيم الحلبي ممثلاً بالعميد الركن علي شميساني رئيس أمانة سر المكتب، ورجل الأعمال شارل حنا ممثلاً بالأستاذ أسعد فغالي، بالإضافة إلى عدد من الآباء والضباط المتخرّجين، وشخصيات عسكرية وأمنية وحزبية وبلدية وأكاديمية بارزة.
بدأ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، ثم ألقت السيدة جوزيان شباط، مساعدة مديرة مركز التعلّم المستمر، كلمة ترحيبية أكدت فيها أنّ "لقاءنا اليوم هو مناسبة وطنية وإنسانية وعلمية، تجسّد التعاون المثمر بين الجيش اللبناني وجامعة الروح القدس – الكسليك، إلى جانب شركاء دوليين كالمؤسسة الأمريكية للتميّز التربوي (AFEE-USA) وشركة Calliance Ltd. في المملكة المتحدة، في إطار برنامج "إدارة الأزمات وحوادث احتجاز الرهائن". وقد شكّل هذا البرنامج تجربة متكاملة هدفت إلى تعزيز مهارات الضباط وتطوير قدراتهم على مواجهة الأزمات بكفاءة".
وألقى مدير الإشارة في قيادة الجيش العميد الركن جورج درزي كلمة باسم الضباط المتخرّجين، معبّرًا عن فخرهم بإتمام هذا البرنامج، لما شكّله من محطة مهنية وشخصية مهمة، نظرًا لغناه المعرفي والعملي. وقد نوّه بالمستوى الاحترافي للبرنامج، من حيث المناهج، التدريب، المتابعة، والإمكانات التقنية، إضافة إلى تنوّع المحاضرات التي شملت التفاوض، القوانين، العلاقة مع الإعلام والحكومات، وغيرها. وتوجّه بالشكر إلى قيادة الجيش وكلية فؤاد شهاب، وإدارة الجامعة وفريق العمل، والمدرّب العميد الركن المتقاعد أنطوان أبي سمرا، مشيدًا بالدور الذي أدّوه في إنجاح هذا البرنامج، الذي ترك أثرًا معرفيًا عميقًا في مسيرتهم المهنية.
ثم ألقت مديرة مركز التعلّم المستمر البروفسورة لارا حنّا واكيم، كلمة استهلّتها بالقول: "اسألوا التاريخ… فهو يعرف. وإن أجاب، قال: نحن نقف للعَلَم احترامًا، أما الجيش فيقدّم له الدم والروح." بهذه الكلمات، سلّطت الضوء على الفرق الجوهري بين التمنّي والفعل، بين العطاء المشروط والتضحية المطلقة. وشدّدت على "أن الجيش اللبناني لا يُعطي للوطن من فائض، بل يهب الروح دون قيد أو شرط، ويواجه الخوف وجهًا لوجه، لا يهاب الموت ولا يعرف الهزيمة"، مشيرة إلى "أن الجيش كتب تاريخه بحروف من تضحيات، وبكل لغات العزّة والكرامة"، ومؤكدةً "أن بقاء الوطن شامخًا مرهون ببقاء هذا الجيش صامدًا ومتماسكًا".
ولفتت إلى "أن هذا البرنامج ليس مجرد دورة تدريبية، بل إنجاز وطني، يضاف إلى سجل المؤسسة العسكرية. وهو أيضًا امتداد لرسالة جامعة الروح القدس، إبنة الرهبانية اللبنانية المارونية، الجامعة التي لا تخشى التحديات، بل تواجهها بإرادة المعرفة، وبإيمانها بكرامة ونمو الإنسان".
كما عبّرت عن تقديرها العميق وامتنانها الكبير لفخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، مشيرة إلى دوره الأساس في مباركة هذا البرنامج منذ انطلاقته حين كان قائدًا للجيش، وقبيل انتخابه رئيسًا للجمهورية. وقالت "إن مباركته شكّلت حافزًا كبيرًا، ومؤشرًا واضحًا على إيمانه العميق بأهمية الاستثمار في بناء قدرات الضباط وتعزيز جهوزيتهم لمواجهة التحديات المعاصرة بحكمة واحتراف".
واختتمت بالتشديد على "أن صورة الوطن وقوّته لا تُقاس بالمظاهر، بل بجاهزية جيشه، معتبرة أن إدارة الأزمات هي مرآة هذه الجاهزية وأحد أبرز معايير القيادة الرشيدة".
أما ممثل قائد الجيش العماد رودولف هيكل، رئيس الأركان اللواء الركن حسّان عوده، فأكد "أن لقاءنا اليوم يمثّل محطة مفصلية تجسد التعاون المستمر والمثمر بين الجيش والجامعات الوطنية عمومًا، وجامعة الروح القدس خصوصًا. في هذا الإطار، تعمل قيادة الجيش على تعزيز التعاون الأكاديمي مع الجامعات في مختلف الميادين العلمية والعملية، لما له من مساهمة مباشرة في تبادل الخبرات والاستفادة من الإمكانات الوازنة للجامعات لرفع مستوى العسكريين وإكسابهم المهارات القيّمة والمتنوعة. في الوقت عينه، تولي قيادة الجيش اهتمامًا كبيرًا للتحصيل العلمي، وتشجع عناصرها على مواصلة مسيرتهم التعلَّمية والتخصصية، بوصفها سبيلًا أساسيًّا من سبل التفوق والتميّز والنجاح وتحقيق الطموحات المهنية والشخصية".
وأضاف: " تكتسب إدارة الأزمات بصورة عامة، وإدارة حوادث الرهائن بصورة خاصة، أهمية قصوى في عمل الكثير من الوحدات العسكرية، ففي ظل الظروف المعقدة التي يعمل فيها الجيش حاليًّا، لا بد من التحسُّب لاحتمال اندلاع أزمات وحوادث أمنية مختلفة. وخلال المراحل الماضية، تحمّلت المؤسسة العسكرية مسؤوليات جسام أثناء الأزمات، وكانت جهودها أحد أهم العوامل التي أتاحت لوطننا تجاوز الأخطار، ونذكر من بينها على سبيل المثال لا الحصر انتشار جائحة كورونا والانفجار الكارثي في مرفأ بيروت. أما معالجة حوادث الرهائن، فهي من أدق المهمات التي تضطلع بها وحداتنا المتخصصة، إذ تحتاج إلى قدر كبير من الاحتراف والقدرات الذاتية، وتستدعي الجهوزية العملية والنفسية الدائمة للتدخل السريع عند الحاجة".
وختم قائلًا: " لكل ما سبق، نرى في هذه الدورة خطوة مفصلية تعزز قدرات الجيش على تنفيذ مهماته، وتنعكس إيجابًا على أمن لبنان واستقراره. ختامًا، باسم قائد الجيش العماد رودولف هيكل وباسمي شخصيًا أتوجه بالتهنئة للمتخرجين على اجتيازهم الدورة بنجاح، وعلى ما أبدوه من التزام ومثابرة لتحقيق أفضل النتائج. كما أعرب عن تقديري العميق لجامعة الروح القدس بجميع كوادرها الإدارية والتعليمية والتقنية، على ما بذلوه من جهود خلال الدورة، كما أثمّن المبادرات المتكررة من جانب الجامعة للتعاون المستمر مع المؤسسة العسكرية، فضلًا عن دورها الوطني الرائد كمنارة للعلم والثقافة، ومساهمتها في ترسيخ الموقع العلمي والتخصصي للبنان وأجياله الشابة".
واختتم الحفل بتقديم الدروع التذكارية وتسليم الشهادات إلى الضباط المتخرجين، في أجواء احتفالية وطنية وعلمية مميزة.