أشار رئيس الجمهورية ​جوزاف عون​، في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء العراق ​محمد شياع السوداني​ في ​بغداد​، إلى "أننا بحاجة ماسة إلى قيام نظام المصلحة العربية المشتركة. نظام قائم على تبادل المصالح المشتركة بين بلداننا وشعوبنا وتنميتها ومضاعفتها .نظام عربي ممأسس ومقونن في إطار اتفاقيات ثنائية ومشتركة بما يتبلور تدريجيا وبثبات، سوقا عربية مشتركة وتنظم التعاون بين اقتصاداتنا الوطنية كافة وفي انتقال الأشخاص والسلع والخدمات على أنواعا"، مضيفًا "آن الأوان لنا، لنحيا أحرارا كراما، في هذا العالم".

وفي كلمته لفت الرئيس عون إلى أنّه "منذ آلاف السنين، شاء التاريخ أن يجمع في مصادفاته المعبرة، بين بلاد ما بين النهرين وبلاد الأرز.. فليس تفصيلا أن يكون أول تنظيم للحياة البشرية العامة في مجتمع، قد وضعه حمورابي هنا. وأول مدرسة في التاريخ للحقوق، كانت في بيروت. هذا لأننا كنا، وما زلنا معا، مهجوسين بحقوق ناسنا وانتظام حياتهم، بما يحقق خيرهم الأسمى. وأصر التاريخ، منذ تلك الألفيات البعيدة، على أن نترافق معا منذ بدايات دولنا في عشرينات القرن الماضي. وصولا حتى يومنا هذا... ظلت بيروت عاشقة للسياب والجواهري ونازك الملائكة، وكل عمالقة الأدب العراقي الحديث. وظلت بغداد تنشد "موطني موطني"، من نغمات المبدع ال​لبنان​ي محمد فليفل".

وأضاف "ظل يرافقنا في تلك المراحل كلها، تحديان اثنان: أولا، كيف نكرس مفهوم "الهوية الوطنية"، داخل كل بلد من بلداننا بما يحقق التوافق والتوازن الداخليين ووحدة الدولة معا فتكون خصوصية كل جماعة من جماعاتنا الوطنية التاريخية، محترمة بالكامل ولا يكون أي انعزال أو تطرف أو أفكار هدامة. نصون الحرية ضمن التنوع والتعدد ونحفظ سلمنا الأهلي من دون الانتقاص من فاعلية الدولة".

وتابع الرئيس عون "ثانيا، كيف نؤكد مبدأ دولتنا الوطنية السيدة، في محيطنا وفي عالم اليوم بلا استعداء لأحد... ولا استتباع لأحد فتكون كل دولة من دولنا، سيدة حرة مستقلة فعلا وتكون في الوقت نفسه، جزءا من إطار إقليمي واسع، للتعاون والتكامل والتبادل، حتى أقصى الحدود".

وقال الرئيس عون "إسمحوا لي أن أقول بأن آن الأوان لتحقيق الأمرين في الأمر الأول، الحل لإشكالية هويتنا الوطنية داخل دولتنا الناجزة أستلهمه حرفيا، من موقف أصيل عميق، للمرجع الديني الأعلى، السيد علي الحسيني السيستاني، في تشرين الثاني الماضي حين وضع خارطة طريق بديهية للحل إذ دعا "النخب الواعية، إلى أن يأخذوا العبر من التجارب التي مروا بها ويعملوا بجد في سبيل تحقيق مستقبل أفضل لبلدهم. ينعم فيه الجميع بالأمن والاستقرار والرقي والازدهار. وذلك عبر إعداد خطط علمية وعملية لإدارة البلد اعتمادا على: مبدأ الكفاءة والنزاهة في مواقع المسؤولية ومنع التدخلات الخارجية بمختلف وجوهها وتحكيم سلطة القانون... وحصر السلاح بيد الدولة ومكافحة الفساد على جميع المستويات". انتهى كلامه ولا نزيد عليه حرفا".

وشدد الرئيس عون على "أننا نتطلع إلى خطوات عملية من أجل فلسطين دولة مستقلة ضمن سلام عادل شامل لمنطقتنا، وذلك عبر المؤتمر الذي دعت إليه السعودية وفرنسا، هذا الشهر في نيويورك، والذي نؤكد اهتمامنا به، ومتابعتنا لتحضيراته ومجرياته ونتائجه المرجوة".

وقال: "بهذه الرؤية، نستعيد حقوق كل بلد من بلادنا فلا نكتفي بإدانة واجبة، لاعتداءات اسرائيل على لبنان، وعلى سوريا وتأكيد رفضنا ما يرتكب بحق المدنيين في غزة".

وشكر الرئيس عون العراق على كل ما قدمه دوما للبنان"، مشيرًا إلى أنّه "اسمحوا لي ألا أدخل في التعداد من هبات وتقدمات ومساعدات في شتى المجالات حتى لا أستوقفكم طويلا جدا ولا أفي العراق حقه، ولا أنجز التعداد. يكفي عرفانا منا لكم، أن كل لبناني بات يؤمن فعلا عند كل أزمة، بأن "الترياق من العراق"، ليس قولا مأثورا، بل فعل محقق".