أفاد مراسل "النشرة" في ​صيدا​، بأنّ "مدينة صيدا أحيت عيد الاضحى المبارك، وسط غصة جراء الاعتداءات الاسرائيلية على الضاحية الجنوبية حيث فرضت نفسها في خطب العيد وتبادل التهاني، في وقت صدحت فيه التكبيرات والغى الكثير من فاعليات المدينة تقبل التهاني نتيجة الظروف السياسية والامنية التي يعيشها لبنان واستمرار الحرب على غزة".

وأم مفتي صيدا والجنوب ​الشيخ سليم سوسان​ صلاة العيد في مسجد بهاء الدين الحريري في صيدا، حيث وجّه المفتي سوسان كلمة وطنية جامعة، حملت مواقف حازمة تجاه القضايا المحلية والإقليمية، مؤكدًا دعم صيدا الكامل لثوابت العروبة، ووحدة المدينة، و​القضية الفلسطينية​، ومشدداً على ضرورة عودة لبنان إلى موقعه الطبيعي في العالم العربي.

وثمّن المفتي سوسان الدور الذي يقوم به "الحكم والحكومة باتجاه الدول الصديقة والدول العربية، الساعية لدعم لبنان في أزماته"، مشيرًا إلى أهمية العمل المشترك في سبيل تعزيز العلاقات الدولية وتحقيق المصالح المشتركة، لا سيّما في ملفات الإصلاح الاقتصادي والمالي، وبناء إدارة حديثة وشفافة تليق بدولة القانون والمؤسسات.

ودعا إلى "الالتزام بالدستور واتفاق الطائف لا الطوائف"، مشدداً على ضرورة بسط سيادة الدولة على كامل أراضيها، وضبط الحدود وترسيمها مع الشقيقة سوريا، وإنهاء عمليات التهريب، وتنقية العلاقات بين البلدين من شوائب الماضي.

وفي ما يتعلق بالاعتداءات الإسرائيلية، أكد المفتي سوسان أن "الشعب اللبناني بكل أطيافه يرفض الانتهاكات الصهيونية المتواصلة، من اغتيالات وغارات جوية وهدم للمنازل والقرى، في الجنوب والبقاع وبيروت والضاحية، بما يخالف القرارات الدولية، وعلى رأسها القرار 1701 الذي ينتهكه العدو صباح مساء".

وجدّد المفتي سوسان التزام صيدا بهويتها العربية وبدعمها للقضية الفلسطينية والقدس ومقدّساتها، قائلاً: "صيدا مدينة النبل والكرامة ستبقى وفية لفلسطين ولأهلها وللكنيسة والمسجد، ورافضة للمشاريع الطائفية والمذهبية، ومحصّنة بوعي أبنائها وإرادتهم في حماية السلم الأهلي والعيش المشترك".

وفيما شجب المجازر "التلمودية الوحشية" في غزة والضفة الغربية، وجّه نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي للتحرك لوقف هذه الجرائم والانتهاكات، مؤكداً أن ما يجري من تجويع وقتل هو "تحدٍّ سافر للقانون الدولي، وعار على ضمير العالم".