تقف منطقة ​الشرق الأوسط​ على فوهة بركان نتيجة إحتدام الصراع بين ​إيران​ و​إسرائيل​ نتيجة العدوان الذي شنته الثانية على الاولى يوم الجمعة الماضي بحجة منعها من إمتلاك سلاح نووي.

والاكيد أن ردّ إيران كان مفاجئا بالنسبة للكثير من دول المنطقة وللولايات المتحدة نفسها إذ إنه وفي السنوات الخمس الأخيرة تعرضت الجمهورية الاسلامية للكثير من الضربات، اهمها إغتيال قائد فيلق القدس السابق ​قاسم سليماني​، مقتل الرئيس الايراني السابق ابراهيم رئيسي وصولا الى ضرب أذرعتها في المنطقة واغتيال الامين العام لحزب الله السيد ​حسن نصرالله​ إضافة الى سقوط النظام في سوريا، كلّ هذه ربما كانت مؤشرات على أن إيران فقدت القدرة على الردّ ولكن ما تعرضت له إسرائيل في اليومين الماضيين نتيجة سقوط الصواريخ على مناطق مثل تل ابيب وحيفا وغيرهماا حتماً سيؤثّر... السؤال هنا "كيف ستنتهي هذه المواجهة، وهل يُمكن أن تتدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر"؟.

في هذا السياق يشير الباحث والكاتب السعودي كامل الخطي الى أن "المواجهة بين البلدين كانت حتمية ولكن كنا نتمنى أن تكون محدودة"، مشيراً الى أن "تحديد ساعة الصفر لضرب ايران جاء بعد أن استطاعت اسرائيل الصمود في الحرب على غزة لعامين وبعد أن نجحت في حربها على لبنان، وبعد أن تم اسقاط النظام السوري السابق، والانتهاء من كلّ ذلك جعلها تعتبر أن الاوان حان لضرب يران"، مشددا على أن "الهدف الاساسي المعلن لتل ابيب هو تعطيل ​البرنامج النووي​ الايراني وهي لن تتراجع بسهولة عن تحقيق هذا الهدف وإذا لم تتمكن من ذلك فقد تتدخل الولايات المتحدة للقيام بذلك".

بدوره الباحث المصري حسن القشاوي يشير الى أنه "في الصراع الحالي ليس هناك توازن دقيق بين الطرفين، إذ هناك تفوق عسكري اسرائيلي واضح، ولكن ما يحدث هو وجود إختلاف في المجتمعات، وتأثير الضربات على إيران هو أقلّ من تلك التي على اسرائيل نظراً لطبيعة الجغرافيا"، معتبرا أن "الاخيرة دولة أكثر هشاشة من إيران ولكن التفوق العسكري لديها أكبر".

"الجمهورية الاسلامية استطاعت حتى الساعة تحقيق الردع بالصواريخ التي لديها وتحديدا بالصواريخ الفرط صوتية". هذا ما يؤكده حسن القشاوي، لافتاً في نفس الوقت الى أن "ما نشهده هو حرب غير متكافئة لأنّ حجم التدمير الاسرائيلي بايران كبير، ولكن الفرق أنها دولة مساحتها كبيرة"، مضيفا: "حجم التدمير في اسرائيل كبير أيضاً ولكن الرغبة في تدمير المفاعل النووي يجعلها تتحمل، وهنا يجب أن نرى مدى القدرة على استمرار الردع، وبالتالي فإنّ خيار تل ابيب هو توريط الولايات المتحدة في الصراع وهذا الأمر بيد الرئيس الاميركي دونالد ترامب". أما كامل الخطي فيرى أنه "في الصراع القائم لا أحد يستطيع أن يخرج الموضوع من المسار العسكري ليضعه في المسار الدبلوماسي، وحدها قدرة إيران على الردع هي التي قد تؤدي الى الذهاب الى المفاوضات، ويبدو أن اسرائيل لا تمتلك لوحدها قدرة الحسم من هنا يأتي تدخل الولايات المتحدة"، معتبرا أن "حاملة الطائرات التي ارسلتها اميركا الى الشرق هي أكبر قطعة بحرية وهي بمثابة وحدة جوية كاملة، وهذا قد يكون مؤشراً على أن الولايات المتحدة لا تنوي فقط مدّ اسرائيل بالصواريخ بل ستذهب أبعد من ذلك لتكون على أهبة الاستعداد للتدخل المباشر. فهل تفعلها، لاندري"؟!.

إذاً، وحتى الساعة المشهد العام في المنطقة ليس واضحاً، فإلى متى تستطيع ايران الصمود. وما سيكون عليه موقف الولايات المتحدة فهل تدخل مباشرة الحرب لتساند اسرائيل إذا شعرت أنها ستراوح مكانها أم ينجح ترامب في أخذ الفريقين الى طاولة المفاوضات؟! كلها أسئلة والأجوبة عليها رهن الأيام المقبلة".